وضعت قُبلة على جبين ابنها «بلال» صاحب الأربع سنوات، ثم ضمته إلى حضنها وغادرت بيتها بالإسكندرية، واشترت بعض الورود قبل أن ترحل إلى القاهرة للمشاركة فى إحياء ذكرى ثورة 25 يناير الرابعة فى ميدان التحرير، ووضع الورود على النصب التذكارى للشهداء الذى أزالته الحكومة قبيل ذكرى الثورة بأيام قليلة، انضمت إلى مسيرة زملائها بحزب التحالف الاشتراكى فى ميدان طلعت حرب، فى محاولة منهم للوصول إلى ميدان التحرير، وبعد مدة قليلة اندلعت الاشتباكات والصيحات حتى اخترقت طلقة خرطوش ظهر شيماء الصباغ . خبر مقتل «شيماء» نزل على الأصدقاء والأقارب كالصاعقة، برأت «الداخلية» ساحتها من قتل الناشطة اليسارية التى كانت تحمل الورود وشعارات الحزب، وسارع رئيس الوزراء ليعلن عن إجراء تحقيقات نزيهة وعادلة فى الحادث، للوقوف على القاتل الحقيقى، لكن الحركات الثورية والشبابية وزملاء «شيماء» اتهموا قوات الشرطة بقتل «شيماء» صاحبة ال28 ربيعاً عاشقة الأدب والشاعرة المترددة على الندوات الثقافية والأدبية. شيماء خريجة أكاديمية الفنون الجميلة كانت تعمل فى أحد مصانع الإسكندرية، وانضمت إلى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى منذ 4 سنوات، وبدأت مسيرتها السياسية بالمشاركة فى ثورة 25 يناير وموجاتها حتى ثورة 30 يونيو، ولم تشارك فى أى فعاليات بها أعمال عنف أو اشتباكات، وعُرف عنها عداؤها الشديد لتنظيم الإخوان الذى يحاول استغلال حادث قتلها سياسياً وشعبياً، بعد ساعات قليلة من مقتل «شيماء» والانتهاء من تشريح جثمانها فى مشرحة زينهم تم تغسيلها ونقلها إلى مسقط رأسها فى الإسكندرية، وهناك انتظرها آلاف المشيعين من الأصدقاء والزملاء الغاضبين وحملوها إلى مثواها الأخير ليوارى جثمانها الثرى قبل أن يمر على مقتلها 24 ساعة، بين عشية وضحاها ماتت «شيماء»، وعادت إلى ابنها «بلال» جثة هامدة لا يتحرك لها ساكن لتغيب عنه إلى الأبد، وعبَّر خالها سامى إبراهيم عن حزنه قائلاً: «نريد دفن ابنتنا والعودة إلى البيت لنبكى عليها دون استغلال الإعلام والسياسيين للحادثة».