أكد الشيخ أيمن محمد طه عتمان القنائى، شيخ الطريقة الرحيمية القنائية، أن مدرسة الإمام عبدالرحيم القناوى قائمة على «صلاح الناس من صلاح قلوبهم» والتمسك بالتسامح والتخلى عن الكراهية. أوضح، فى حواره مع «الوطن» أن «القناوى» صورة مشرفة للتصوف الإسلامى ومحبى الإمام يقدرون بالملايين، وأن «أسد الصعيد» أمضى حياته فى نشر الفكر الوسطى ونبذ التطرف.. وإلى نص الحوار: كان الشيخ عبدالرحيم القناوى مفسراً وعالم دين أمضى حياته فى العلم.. حدثنا عنه؟ - أمضى الشيخ حياته فى العلم ونشر الفكر الوسطى ونبذ التطرف، وهو صورة مشرفة للتصوف الإسلامى، انتقل من مدينة قوص التى أخرجت علماء فى الفقه واللغة إلى مدينة قنا وترك إرثاً من العلوم وتعلمنا على يده الذكر وقراءة القرآن وترديد الشهادة وأسس الحضرة، التى كانت وما زالت تقام بنفس الطريقة، بعد صلاة الجمعة وأخرى يوم الأربعاء للتلاوة وترديد الأذكار والصلاة على النبى، وهى رحلة بدأت من عهد الإمام القناوى بحلقات الذكر واستمرت حتى وقتنا هذا. تبدأ بزيارة الضريح وحضور حلقات تعلم القرآن وأحكامه والمدح. أسس «القناوى» مدرسة فكرية إسلامية تصوفية نتج منها منهج سليم كيف أصبحت قبلة للمريدين؟ - محبو سيدى عبدالرحيم القناوى يقدرون بالملايين داخل مصر بجميع محافظاتها، يأتون محبة فى القطب الصوفى ومدرسته الروحية، وأداؤه لواجبه نحو الدين الحنيف يذكر إلى يومنا هذا، فنراه فى مؤلفاته فى تفسير القرآن الكريم والأحزاب والأوردة وكتاب الأصفياء ومنهجه السديد فى تربية مريديه ووجود «القناوى» فى مدينة قنا بالنسبة لنا مدخل للعلوم والروحانيات وشرف كبير ومن الأشياء التى أنعم الله بها علينا للتقرب من آل بيت النبى، فمدرسته قائمة على فكر سليم بعيداً عن التطرف والتشدد، فأبناء «القناوى» على دراية بالتدين الصحيح على كتاب الله وسنة رسوله، وتجمعنا الحضرة للذكر ولتلاوة القرآن، كذلك المقرأة القناوية من أكبر مقارئ مصر وتعمل بشكل يومى. ما سر هذا الحب للسيد عبدالرحيم القناوى ومدرسته الروحية؟ - فى الفترة التى قضاها العارف بالله فى الحجاز لمدة 9 سنوات كان يتبادل الجوار بين البيت الحرام والمسجد النبوى، مع مجالسته لعلماء مكة والمدينة وتبادله النقاش حول المسائل العلمية معهم. وكان ينفق على نفسه خلال تلك المدة من تجارته، وعندما جاء مصر أصبح قِبلة للمريدين والطلاب الباحثين عن المعلومات والقراءة والاطلاع على أمهات الكتب المعاصرة والقديمة، وذلك لما تتمتع به كتبه من معلومات الماضى والحاضر فى شتى المجالات بالشقين الدينى والعلمى جنباً إلى جنب مع العلم الصوفى، ومحاربة التطرف، ومكتبة القناوى التنويرية تحتوى على آلاف الكتب النادرة والحديثة التى تم جمعها لتكون نواة خير لمحبى القراءة من تلاميذ الشيخ ومريديه أو ضيوفه. وماذا عن منهج الإمام عبدالرحيم القناوى؟ - منهج الإمام قائم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الاعتدال والاجتماع على ذكر الله وهى الرسالة والإرث الذى بيننا حتى وقتنا هذا بعلمه وتعاليمه، وعلى العهد كما نقول نحن تلاميذه نسير معه على عهد مع الله لتزكية النفوس، فنحن صوفيون بالعلم والتسامح لا نكون كذلك اسماً فقط لكى يرضى عنا رب العالمين وليس الناس. وكيف تم تأسيس الطريقة الرحيمية؟ - الطريقة قائمة على منهج سيدى عبدالرحيم القناوى، بدأت الطريقة من أيام الملك فاروق أسست رسمياً ضمن قانون 118 لسنة 76 على يد جدى الحاج طه محمد على عتمان، من رجال التصوف بالصعيد وكان وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بقنا، والطريقة قائمة على منهج الإمام القنائى، وخلفه من بعده الخليفة الأول محمد طه محمد على عتمان، ثم الخليفة الثانى أيمن محمد طه عتمان، ومنهج الطريقة قائم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى تعاليم الإمام عبدالرحيم القناوى. وماذا عن انتشار الطريقة القنائية؟ - عدد أبناء الطريقة هو كل محب وزائر لسيدى عبدالرحيم فهو ابن من أبناء الطريقة، وتنتشر فى عدد كبير من ربوع مصر، لكن هناك 3 محافظات منتشرة بقوة بها تشمل «قنا وسوهاج وأسوان»، حيث يوجد فيها أغلب محبى وتلاميذ الشيخ عبدالرحيم القناوى الذين يحبونه باعتدال ويتباركون بعلمه وخلقه وتمسكه بالتدين الوسطى والتصوف السليم وتحصيل العلم ومطالعة الكتب وأن يعكف المريد والتلميذ على الطريق الرشيد، ويأتون للاحتفال بمولده على مر التاريخ ويستقبلون الضيوف من البسطاء والأغنياء ويكونون فى انتظار مشايخ الذكر وقُراء القرآن الكريم لبدء مظاهر الاحتفال بالقطب الصوفى وبمنهجه الروحى المتصل بكتاب الله وسنة رسوله، بعيداً عن الأفكار المسمومة والانحراف الفكرى. صلاح الناس مدرستنا قائمة على صلاح الناس من صلاح قلوبهم ظاهراً وباطناً بالصفات الحسنة والخلق السليم والتخلى عن الكراهية والتمسك بالتسامح ونبذ الصفات المذمومة والتمسك بالتعاليم الإلهية ونبذ الرياء والحقد والكبر والحسد والكراهية لأنها أمراض قلبية سببها البعد عن طريق الله، كما نعتبر كل من يحبه من أبنائه.