بين شهرى رجب وشعبان تزدهر محافظات الصعيد بعدة موالد لكبار أولياء الله الصالحين، المدفونين فى أرضها، وهم الأئمة: عبدالرحيم القنائى، وأبوالحجاج الأقصرى، وأحمد بن إدريس. وتشهد الاحتفالات بالأئمة الثلاثة مظاهر شعبية وروحية لها خصوصيتها الضاربة بالعمق فى تاريخ مصر، لدرجة تطابق مسيرات الاحتفال بمولد أبوالحجاج مع بعض مظاهر عيد «الأوبت الفرعونى»، فضلاً عن أن مسجده ملتقى 3 حضارات «إسلامية وفرعونية وقبطية». اللافت هذا العام هو استئناف توافد المحبين على الموالد الكبرى، للمرة الأولى منذ انتهاء جائحة كورونا، وإلى جانب بهجة الموالد والاحتفالات الشعبية، تبقى مساجد وأضرحة الأئمة الثلاثة منارات للعلم والذكر والحضرات، وبسلطان المحبة ونشر الخير والصلاح، ينقل أبناء الطريقة الأحمدية الإدريسية وإخوانهم فى الطريقة الرحيمية القنائية، مع «الحجاجية» أحفاد «الأقصرى» علم التصوف وقيمه الجليلة إلى الواقع، بالمساهمة فى إنهاء الخصومات الثأرية وفضّ المنازعات. الأئمة الثلاثة، الذين نحتفى بهم اليوم يُضافون إلى كثيرين غيرهم تزهو بهم أرض الصعيد، تتوزّع مواعيد الاحتفال بمولدهم على مدار العام، ليبقى ذكر الصالحين والاحتفاء بهم قائماً على الدوام. هنا فى أرض الجنوب أيضاً جلال الدين السيوطى، وأبوأحمد الفرغل، فى أسيوط، وأبوالحسن الشاذلى، فى محافظة البحر الأحمر، وسيدى العارف بالله بسوهاج، ومن آل البيت هناك السيدة حورية ببنى سويف. «الوطن» تحتفى فى هذا الملف بالأئمة الثلاثة «القناوى والأقصرى والإدريسى» فى ذكرى مولدهم، ضمن سلسلة «الطريق إلى الله»، التى نقدّم من خلالها سير أئمة التصوف وأولياء الله الصالحين فى جميع أرجاء مصر.
