على بُعد 2 كيلومتر جنوب مدينة ملوى، تقع قرية المعصرة على مساحة 1650 فداناً تقريباً، بشرق ترعة الإبراهيمية أمام الطريق الزراعى السريع مصر - أسوان، وتضم نحو 33 ألف نسمة، 70% منهم يعملون فى الزراعة، والباقى فى مهن ووظائف حكومية مختلفة. دخلت القرية التاريخ من أوسع أبوابه بفضل مشروعات عظيمة وعملاقة أقيمت داخلها ضمن مبادرة حياة كريمة حتى تحولت إلى مدينة تضم جميع الخدمات الأساسية. إعادة تأهيل محطة المياه بتكلفة 24 مليون جنيه.. وانتهاء مشروعات القرية بنسبة 100%.. و54 مركز شباب يتم تنفيذها داخل قرى المبادرة «مدينة المعصرة» هكذا أصبح وصفها الجديد، فهى تضم معظم المرافق والخدمات الأساسية، وكانت أولى القرى التى يدخلها الإنترنت فائق السرعة فى المنيا، ثم تزيّنت وتجملت لتصبح من ضمن القرى النموذجية المدرجة على مستوى الجمهورية. وتُعد معصرة ملوى ضمن القرى النموذجية على مستوى الجمهورية، حيث جرى توصيل شبكات الصرف الصحى والغاز والإنترنت فائق السرعة «الفيبر»، ودعم شبكات الكهرباء والمياه، وإنشاء وتطوير الوحدة الصحية والمعهد الدينى وجميع مدارس القرية، ومجمع خدمات حكومى وآخر زراعى ومركز شباب يضم ملعباً قانونياً لكرة القدم، وجارٍ حالياً الانتهاء من أعمال الرصف. وقال اللواء أحمد السايس، رئيس مركز ملوى: يُعد المركز أحد 5 مراكز شملتها المبادرة الرئاسية، حيث تم تنفيذ 406 مشروعات فى 16 قطاعاً بقرى المركز، وقد تم الانتهاء من مشروعات بقرية معصرة ملوى بنسبة 100%، وجارٍ العمل بباقى القرى. وأعلن المهندس رجب السعيد جبر، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا، تنفيذ أعمال إعادة التأهيل بمحطة مياه معصرة المرشحة بطاقة إنتاجية 800 ل/ ث، وبتكلفة 24 مليون جنيه، مؤكداً انتهاء الأعمال طبقاً للجدول الزمنى المحدّد لها، وذلك من خلال المتابعة المستمرة لرؤساء القطاعات ومديرى الأفرع ومنسقى المشروعات. وقال مندى عكاشة، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة، إنه تمت إقامة مركز شباب يضم مبنى إدارياً من دورين وملعباً خماسياً، بالإضافة إلى إقامة ملعب قانونى، يضم غرف خلع ملابس، ضمن 54 مركز شباب يتم تنفيذها داخل قرى المبادرة. وأعلنت مديرية الرى فى محافظة المنيا عن تبطين الترعة الساحلية التى تمر بقرية معصرة ملوى، بطول 1200 متر، واستمرار أعمال التبطين للترعة، لتشمل القرى المجاورة، ضمن المشروع القومى لتأهيل الترع، بطول 930 كيلومتراً، داخل المحافظة، بنسبة تنفيذ بلغت 69% منذ البدء فى المشروع وحتى الآن. وقال وائل إسماعيل، عمدة قرية المعصرة فى مركز ملوى، بجنوب محافظة المنيا، إن المعصرة حظيت باهتمام القيادة السياسية لتكون أول قرية بمحافظات شمال الصعيد تحظى بالانتهاء من تنفيذ مشروعات حياة كريمة، حيث تُقام القرية على مساحة 1650 فداناً وتضم 31 ألف نسمة، ويعمل 80% من أبنائها فى مهنة الزراعة، وقد تم الانتهاء من إقامة مشروعات شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحى، والإنترنت، وتدعيم المدارس، وتطوير مكتب البريد، وإقامة مجمع مصالح، ومستشفى، وعيادة بيطرية. وأضاف أن تنفيذ جميع مشروعات حياة كريمة بقرية المعصرة جعلها تقترب من المدينة، حيث تم توصيل 5 خدمات لكل منزل، وهى: الكهرباء، المياه، الصرف الصحى، الغاز الطبيعى، والإنترنت السريع، كما تم الانتهاء من إقامة جميع المشروعات فى جميع المواقع الخدمية فى قطاعات الصحة، والشباب والرياضة، والزراعة، والتموين، والتعليم، والبريد، والشهر العقارى والتوثيق، ومستخرجات وزارة الداخلية. وأوضح عمدة القرية أن مبادرة حياة كريمة قدمت كل الخدمات لأبناء القرية، لتخفيف أعباء التنقل للمدينة للحصول على الخدمات، بل حظوا بالحصول على خدمات لم يحصل عليها أبناء المدن، مؤكداً إقامة مجمع زراعى، ومجمع ألبان، بالإضافة إلى مركز شباب للقرية، يضم ملعباً خماسياً، وغرف خلع ملابس، وغرفاً إدارية، وصالة جيم، كما تمت إقامة ملعب قانونى لخدمة شباب القرية. .. والأهالى: «حياة كريمة» غيرت مستقبلنا غيرت مبادرة «حياة كريمة» مستقبل 49 قرية فى مركز ملوى بجنوب محافظة المنيا، ويسكن تلك القرى نحو مليون نسمة تقريباً، فشبكات الصرف الصحى أصبحت فى كل الشوارع، والغاز الطبيعى، والمياه، ودعم الكهرباء، والمدارس، والوحدات الصحية، كل هذه كانت قبل 3 أعوام مجرد طموحات للأهالى، لكنها اليوم واقع ملموس. «صهيب»: زمن «الكسح» انتهى وقال صهيب مصطفى، من قرية الروضة فى شمال مدينة ملوى، إنه قبل تنفيذ مبادرة حياة كريمة كانت معظم قرى ملوى تعيش فى معاناة حقيقية، بسبب انعدام خدمات الصرف الصحى وهى كانت المطلب الأساسى والمُلح للجميع، خاصة أن معظم منازل القرى مقامة بشكل بدائى وكان الأهالى يعتمدون على خزانات صرف بلدية يتم حفرها داخل المنازل وخلال سنوات قصيرة تؤثر على الجدران وتتسبب فى تآكلها، كما أن التخلص من خزانات الصرف المنزلية كان يكلف الأهالى أموالاً باهظة، ففى كل شهر كنا نستدعى سيارات الكسح وندفع لها أموالاً من أجل التطهير، وكل هذا سينتهى بعد توصيل خدمة الصرف الصحى، ويكفينا من مبادرة حياة كريمة الصرف الصحى، فهذه الخدمة أسعدت الجميع. وقال أحمد مسعود، من قرية نواى، إن القرية تبعد نحو 25 كيلو عن مدينة ملوى، وهى قريبة من الطريق الصحراوى الغربى، وكانت مهمشة وتفتقر لمعظم الخدمات، وقبل عامين، فوجئنا بدعوة الأهالى فى الوحدة المحلية لسماع مقترحاتهم واحتياجاتهم من المشروعات الخدمية، فطلبنا الكثير من الخدمات ومنها توصيل الصرف والغاز وشبكات التليفون والإنترنت وإنشاء مدارس ووحدات صحية، واعتقدنا بعد انتهاء الجلسة أن هذا حلم بعيد المنال ولن يتحقق، وبعد مرور 3 أشهر تقريباً فوجئنا بمعدات ثقيلة وآلات حفر داخل القرية، وكانت المفاجأة أنه سيتم توصيل خدمات الصرف الصحى، وبعدها بدأت أعمال دعم شبكات المياه. «فضل»: رفع كفاءة المدارس ساعدنا فى إنهاء كثافة الفصول وقال فضل أحمد، من قرية تندة، إن الوحدة المحلية لقرية تندة تضم أكبر عدد من العزب والنجوع فى مركز ملوى، وتبعد عن الطريق الصحراوى الغربى 3 كيلو فقط، وكانت مدارس القرية التى يتجاوز عدد سكانها ال60 ألف نسمة، تعانى من التكدس الرهيب فى الفصول، مما يؤثر سلباً على العملية التعليمية، فلنا أن نتخيل أن كثافة الفصل الواحد كانت تصل إلى 80 طالباً، وبعد إطلاق مبادرة حياة كريمة تم رفع كفاءة المدارس وإنشاء أجنحة جديدة، تستوعب عدداً أكبر من الفصول الدراسية، وهذا فى حد ذاته تقدم كبير لتحقيق التنمية فى مركز ملوى، فالاهتمام بالتعليم نهج الدول المتقدمة التى تتطلع لمستقبل أفضل لأبنائها. أما قرى شرق النيل فى مركز ملوى، ومنها البرشا، الشيخ عبادة، دير البرشا، دير أبوحنس، البياضية، فيمكن القول إنها كانت فى عزلة عن الحياة والخدمات الملموسة قبل إطلاق مبادرة حياة كريمة، لكن الحال تغير الآن، وهذا ما قاله هيلا سلاسى ميخائيل من قرية دير أبوحنس، الذى أكد أن «حياة كريمة» حققت انطلاقه قوية نحو المستقبل بتحقيق تطلعات المواطنين فى جمهورية مصر الجديدة التى تدعم فى المقام الأول المواطن، حيث أحدثت المبادرة فارقاً كبيراً فى قرى الصعيد بشكل عام والمنيا بشكل خاص، مثمناً مشروعات الصرف الصحى والغاز ودعم المياه والكهرباء، وإقامة المجمعات الخدمية والزراعية، وكاتب البريد، وإنشاء المدارس فى قرى شرق النيل بمركز ملوى. وقال فرج عبدالعزيز الجهمى، من أبناء مركز ملوى، إن الدولة لم تقصر معركة البناء والتنمية فى مركز ملوى، على مبادرة حياة كريمة فقط، فهناك مدينة ملوى الجديدة التى سوف تسهم بشكل كبير فى الخروج من الحيز العمرانى الضيق إلى المدن الجديدة، لصالح أبناء المحافظة. وتقع مدينة ملوى الجديدة شرق طريق القاهرةأسوان الصحراوى الغربى، فى محافظة المنيا، وتبعد عن مدينة ملوى القائمة حوالى 12كم. ومدينة ملوى الجديدة تبلغ مساحتها 18.42 ألف فدان، منها 880 فداناً تمثل المرحلة الأولى، على أن تشمل المرحلة الأولى 450 عمارة بمشروع «جنة»، و261 عمارة بمشروع «سكن مصر»، بالإضافة إلى عدد من الفيلات.
