أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية البارز، أن الأزمة الروسية الأوكرانية ستستمر، بل ومرشحة لمزيد من التصاعد، وقال إن بوتين لن يقبل هزيمة روسيا فى أوكرانيا ولا يزال بيده كارت السلاح النووى، وإنه حين تلوّح روسيا بهذا الكارت فيجب أخذ هذا الأمر بجدية. وإلى نص الحوار: ما قراءتك للعام المقبل فى الأزمة الروسية الأوكرانية؟ - الحرب ستستمر معنا طوال العام المقبل، فالغرب له وجهة نظر واضحة فى هذه الحرب، وهى أن روسيا يجب ألا تنتصر، لأنه إذا انتصرت روسيا فهذا يعنى من وجهة نظر الغرب انتصاراً لمنطق استخدام القوة وأن الأمر لن يقتصر على أوروبا بل قد يمتد إلى آسيا والمقصود هنا الصين والوضع فى تايوان. الغرب كذلك لا يرى أننا فى الوقت المناسب للحوار والوصول إلى اتفاق سلام، ويرى أنه لا بد من الاستمرار فى مساندة أوكرانيا عسكرياً، والهدف الأساسى هنا هو استنزاف روسيا. إذا كان هذا هو الموقف الغربى، ماذا عن وجهة نظر الرئيس الروسى؟ - روسيا لن تقبل بالهزيمة، والرئيس بوتين يعتقد أن العقوبات الاقتصادية الغربية كان تأثيرها محدوداً، وموسكو لا يزال لديها تفوق عسكرى بحكم أن روسيا يتوافر لديها عدد من السكان أكبر من أوكرانيا يمكن الدفع بهم لساحة القتال، كما أنه لا يزال لديه الكارت النووى الذى يمثل ضمانة نهائية لروسيا، وإذا فشلت الأدوات أو الأسلحة التقليدية فى تحقيق أهداف روسيا فالكارت النووى على المائدة، واستخدام النووى له طرق مختلفة، ولكن طالما أن روسيا تحدثت عنه فيجب أخذ الأمور بجدية. د. محمد كمال: الغرب يستنزف روسيا ولا يريد التفاوض معها.. والصين ربما تطرح مبادرة للسلام وماذا عن مفهوم الانتصار بالنسبة لروسيا؟ - بالنسبة للجانب الروسى، فإن الانتصار لا يعنى الحفاظ فقط على شبه جزيرة القرم وإنما الحفاظ على مناطق الدونباس والمناطق التى، وفقاً لوجهة النظر الروسية، سكانها روس ويريدون أن يكونوا جزءاً من روسيا. وبالتالى هناك تباين كبير بين الرؤيتين الغربية والروسية، مما يجعل هناك صعوبة فى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وأعتقد أن الغرب لا يسعى فى هذه اللحظة للجلوس والتفاوض، ولا يحبذ الجلوس وينظر بتشكك كبير إلى الطرح الذى يرى أن الصين ستقدم مبادرة من أجل السلام. الغرب لا يريد هذه المبادرة ولا يتحمس لها لأن هدفه الآن استنزاف روسيا، كما أنه يخشى أن تكون هذه المبادرة الصينية سبباً فى زيادة المكانة الصينية، بالإضافة إلى أن دول الجنوب تتطلع إلى تسوية سلمية وبالتالى مزيد من انجذاب تلك الدول إلى الموقف الصينى، وبالتالى حتى لو ظهرت هذه المبادرة فلن تكون لها حظوظ كبيرة، والغرب من الآن يتهم الصين بأنها تزود موسكو بمساعدات عسكرية للتشكيك فى نوايا الصين. بعد أيديولوجي روسيا والغرب ينظرون إلى هذه المعركة على أن لها بعداً أيديولوجياً وبعداً أخلاقياً وبعداً حضارياً، وهذا أيضاً يعقد مسألة الوصول إلى اتفاق، وبالتالى أعتقد أن البعد العسكرى للصراع سيستمر وأن الحرب ستستمر خلال هذا العام وقد تشهد تصعيداً.