قال الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة وتوابعها للأقباط الأرثوذكس، إن مكانة الصوم الكبير عظيمة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهو أشدها من حيث النُسك والزهد، فضلاً عن القداسات الإلهية التى تُقام أكثر من مرة يومياً، بالإضافة إلى قراءات الإنجيل والمزامير، والألحان القبطية، وينتهى بأسبوع الآلام وهو أكثر أيام العام قدسية فى الكنيسة، وإلى نص الحوار: أنواع ومواعيد الصيامات فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تتحدد بناء على التسليم الرسولى هل يمكن أن تحدثنا عن هذا الصوم فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟ - الصوم الكبير مقدس فى الكنيسة، وهو يتكون من 3 أنواع من الصيامات، أسبوع الاستعداد الذى نصوم فيه نيابة عن الأيام التى لا يجوز فيها الصيام الانقطاعى، ثم صيام الأربعين يوماً التى صامها السيد المسيح على الجبل، وتمت إضافة أسبوع الآلام، الذى تعاد فيه أحداث الفداء وبذل النفس التى قام بها السيد المسيح ليفدى البشرية. ودائماً ما أردد «الصوم الكبير هو الصيام الحقيقى، فأصوام مثل الميلاد هى صيامات تفريحى» يمكن خلالها تناول الأطعمة البحرية مثل السمك ومشتقاته، لكن الصوم الكبير يطلق عليه الآباء والقديسون «صوم التخزين الروحى»، وبالأخص أسبوع الآلام، وكان الآباء يرددون «اللى مش هيتوب فى أسبوع الآلام هيتوب إمتى، وأنا بزوّد: اللى مش هيتوب فى الصيام الكبير هيتوب إمتى؟». كم مرة ذُكر فيها صيام السيد المسيح فى الكتاب المقدس؟ وكيف صام؟ - ذكر الكتاب المقدس صيام السيد المسيح مرة واحدة فقط، وهى بعد أن تعمّد فى نهر الأردن ثم توجه إلى الجبل، وبقى هناك أربعين يوماً، كان الصيام انقطاعياً تماماً، وبحسب الكتاب المقدس فإن الشياطين ظلت تجرّب السيد المسيح فى اليوم الأخير، يقول الكتاب إنه بعد تمام الصيام جاع، فجاء إليه الشيطان وطلب منه أن يحول الصخر إلى خبز، فكان رده «لا تجرّب الرب إلهك»، ثم طلب منه أن يقفز من فوق الجبل، ثم طلب منه أن يحصل على ممالك الأرض لكنه انتصر عليهم، ونحن نصوم الأربعين يوماً المقدسة مثل السيد المسيح، ويضاف إليها أسبوع الآلام. كيف يستفيد أبناء الكنيسة من الصوم الكبير للسمو الروحى؟ - نظراً لأهمية الصوم الكبير، فإن الكثيرين يبدأون بعمل وقفة مع النفس، فالبعض يضع لنفسه خطة للعبادة من خلال تقليل الوقت الضائع فى مشاهدة التلفاز مثلاً، أو استخدام الهاتف الذكى فى الأمور المهمة فقط. بالإضافة إلى أن الصوم الكبير يرتبط أيضاً بالاعتكاف، فالكتاب المقدس يقول: «قدسوا صوماً نادوا بالاعتكاف»، مضيفاً أن الكثيرين يبدأون فى وضع خطط للأفعال الخيرية، مثل مساعدة الفقراء، زيارة المرضى، دعم الأصدقاء. كما أن الإنسان المسيحى يبدأ فى استغلال تلك الفترة فى تنقية جسده من الشرور والخطايا، فيبدأ فى الانتباه لما يقوله فيتوقف عن التحدث بأسلوب سيئ أو الشتائم أو الغيبة أو النميمة، مضيفاً أنه من الناحية الروحية يحرص الكثيرون على قراءة مزمور كل يوم، وحفظ آية من الكتاب المقدس، قراءة فى سير الشهداء والقديسين. لماذا تكثر أيام الصيامات فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حتى يتخطى عددها 200 يوم فى بعض الأعوام؟ - أنواع ومواعيد الصيامات فى الكنيسة القبطية تتحدد بناء على التسليم الرسولى، ونؤكد أن فترة الصيام هى أفضل الأوقات فى حياة الإنسان، خاصة فيما يتعلق بتناول الطعام، الذى يكون عبارة عن خضراوات وأطعمة بسيطة خفيفة على المعدة، والامتناع عن اللحوم ومنتجات الألبان التى قد تكون «ثقيلة على المعدة». الصوم الكبير تكون له طبيعة خاصة، فهو ينقسم إلى شقين؛ الأول وهو الصيام الانقطاعى الذى يبدأ من الساعة 12 منتصف الليل ويستمر حتى الساعة 3 مساء اليوم التالى، كما أن القداسات تكون لها طقوس خاصة مثل رفع بخور باكر، قراءة المزامير والإنجيل، حضور القداس الإلهى خلال فترة الظهيرة، والتى تشترط أن يكون الشخص المسيحى تائباً ومعترفاً.