قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن عام 2007 شهد ما يعتقد أنه الحادث الأول في الحرب الإلكترونية العالمية، إذ أعلنت حكومة أستونيا عن خطة لنقل نصب تذكاري للحرب السوفيتية بعد انفصالها عن الاتحاد السوفيتي، ولكنها وجدت نفسها فجأة تحت هجوم سيبراني أدى إلى انهيار بنوكها وخدماتها العامة. حمودة: روسيا نفت علمها بالهجوم وأضاف حمودة خلال برنامجه «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية: «بطبيعة الحال ألقي اللوم على روسيا لكنها نفت علمها بالهجوم، وبعد عامين أسست الولاياتالمتحدة القيادة الإلكترونية الأمريكية التي تحمل اسم يو أس سايبر كوماند أو القيادة السيبرانية الأمريكية، وتعد هذه القيادة جزءا من سلاح الجو الأمريكي ووضعت تحت أمر الجنرال كيث ألكسندر. حمودة: تلعب الهجمات السيبرانية دورا في الحروب التقليدية وتابع أن الهجمات السيبرانية تلعب دورا في الحروب التقليدية إذ يمكنها تعطيل شبكات الكهرباء وإثارة الفوضى في حواسب المصالح الحكومية وتخريب المؤسسات الاقتصادية، يحدث ذلك بضغطة واحدة على جهاز كمبيوتر، ويحدث ذلك قبل أن تتحرك الدبابات وتنطلق الطائرات وتتحرك فرق المشاة، ما يوفر الكثير من الوقت في القتال وتبادل إطلاق النار. وذكر حمودة: «ما أن اخترقت الدبابات الروسية الحدود الأوكرانية حتى شن القراصنة في الجبهتين موجات من الهجمات الإلكترونية، وبدأت هذه الهجمات في الأسابيع التي سبقت الحرب، ودمرت الهجمات المواقع الأوكرانية، وأطلقت برامج ضارة لمسح البيانات في الأنظمة الحكومية». وبدا الهجوم العسكري مفاجأة لغالبية الناس، لكن الهجوم السيبراني لم يكن كذلك، كانت أوكرانيا لسنوات طوال تحت تهديد مستمر من الهجمات الإلكترونية الروسية، في عام 2015 و2016 تعرضت شبكة الكهرباء في أوكرانيا للخطر، ولا تزال عرضة للخطر حتى اليوم، وفي عام 2016 أيضا تعرض النظام المالي الأوكراني إلى هجمات من برامج خطرة تسمى نوتبيتيا، تكررت هجماتها في أنحاء كثيرة من العالم واخترقت ملايين من أجهزة الكمبيوتر وتسببت في أضرار قدرت بمليارات الدولارات. وأوضح أنه بانتشار هذا الوباء الإلكتروني اتهمت الولاياتالمتحدة ضباطا في المخابرات الروسية بالتورط في تطوير نوتبيتيا ولكن لم يقدم دليل واحد ضدهم، ولم يكن أمام أوكرانيا سوى طلب المساعدة الإلكترونية لصد الهجمات الروسية وحماية البنية التحتية بل والتجسس على الجيش الروسي، وجاء إليها متسللون غير منتسبين إلى أي دولة ويطلق عليهم قراصنة تحت الأرض، وفي 26 فبراير 2022، ادعت مجموعة قراصنة معروفة باسم أنونيموس أو مجهول أنها كانت وراء هجوم إلكتروني استهدف عددا من مواقع الحكومية بموسكو بما في ذلك موقع روسيا اليوم الإخباري الذي ترعاه الدولة الروسية. وأكمل: «لا تستبعد الخبيرة في الأمن السيبراني كارين والش، أن الولاياتالمتحدة تشارك بالفعل في هجمات سيبرانية متطورة، ولكن لن نعرفها إلا بعد 50 سنة عندما تنزع السرية عن الوثائق التي تثبتها». وحسب ما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في بداية عام 2022 يحق للولايات المتحدة شن هجمات الكترونية ضد روسيا إذا فكرت في الهجوم على بلاده. وقال بايدن: «إذا تابعت روسيا هجماتها الإلكترونية ضد شركاتنا وبنيتنا التحتية الحيوية فنحن مستعدون للرد». لكن الشبكة الإخبارية الأمريكية «إن بي سي» ادعت أنه حتى لو لم تبدأ روسيا بالهجوم فإن لدى بايدن خيارات مؤكدة للهجمات السيبرانية ضد روسيا على نطاق لم يفكر فيه أحد من قبل. وبحسب تقرير لموقع شبكة فوكس الإخبارية، يعتقد أن أمريكا أقوى دولة في العالم من حيث القدرات السيبرانية لكنها تحافظ على سريتها وأن اعترفت بوجودها.
