بعد أشهر من الارتفاع المتواصل بداية العام الجاري نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية، وتوقف إمدادات الحبوب لفترة تقلصت خلالها الإمدادات العالمية، استكملت أسعار القمح تراجعها قبل أيام من انتهاء العام 2022. الاتفاقية الروسية الأوكرانية بشأن الحبوب ساهمت الاتفاقية الروسية الأوكرانية بشأن الإفراج عن المحصول الأوكراني، التي جرى توقيعها قبل أكثر من شهرين في تهدئة أسعار القمح، وعززت أيضا مخاوف الركود العالمي، وتراجع الطلب ما أدى لانخفاض السعر. وتراجعت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو إلى 7.4 دولار للبوشل في أوائل ديسمبر الجاري، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021، وسط إمداد قوي من كبار المنتجين في العالم وعلامات على انخفاض الطلب، بحسب منصة تريدينج إيكونوميكس. إنتاج وفير في روسيا وحققت روسا، أكبر دولة مصدرة للقمح، حصادًا قياسيًا في الموسم الحالي، ما وسع المنافسة إلى الولاياتالمتحدة، إذ أدت بيانات التصدير الضعيفة التي كشفتها وزارة الزراعة الأمريكية دون أي مشاكل في الإنتاج إلى انخفاض الأسعار. في غضون ذلك، استمرت الشحنات من أوكرانيا عبر موانئ البحر الأسود بعد موافقة روسيا على تمديد الاتفاق الذي توسطت فيه الأممالمتحدة، الذي يضمن ممرًا تجاريًا للسفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية في البحر الأسود لمدة أربعة أشهر أخرى. وفقًا للسلطات الأوكرانية، تمكنت البلاد من تصدير أكثر من 11 مليون طن من الحبوب بواسطة السفن منذ بدء الصفقة في الأول من أغسطس، ما خفف بشكل كبير من مخاوف النقص في الموسم الجديد. وكانت أسعار القمح سجلت أعلى مستوى على الإطلاق عند 13.50 دولار للبوشل في مارس من عام 2022، وتتوقع تريدينج إيكونوميكس، أن يتم تداول القمح عند 7.15 دولار أمريكي للبوشل بنهاية الربع الجاري، وعند نحو 6.38 في غضون 12 شهرًا.
