قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن، اعتذاره عن الفترة التي انسحبت فيها الولاياتالمتحدة من اتفاقية باريس المتعلقة بالتغيرات المناخية، موجها الشكر لمصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، وأكد أن بلاده تحشد الجهود لمواجهة التغيرات المناخية، وهناك خطة لدعم جهود خفض الانبعاثات، لأن الوقود الأحفورى سلاح موجه نحو كوكب الأرض. وقال بايدن، خلال كلمته أمام قمة المناخ المنعقدة بشرم الشيخ أمس: «يسعدنى الإعلان أنه إلى جانب دعم ألمانيا والاتحاد الأوروبى لتحول مصر للطاقة النظيفة، فإن الولاياتالمتحدة ستمنح مصر 500 مليون دولار لدعم تحول مصر للطاقة النظيفة بحلول 2030». «بايدن»: نستثمر 20 مليار دولار لتخفيف انبعاثات الميثان داخل أمريكا وأكد «بايدن» أنه الآن نعلن عن خطة عمل جديدة لتخفيض انبعاثات الميثان توضح كيف نلبى هذا العهد، عبر استثمار أكثر من 20 مليار دولار للتخفيف من الميثان محلياً، لوضع حد أقصى على الآبار التى تسرب الميثان، مع تحسين أجهزتنا الصناعية فى قطاعى النفط والغاز. وأضاف: «سيتم اعتماد تنظيمات جديدة بما فيها اقتراح صادر عن هيئة حماية البيئة لتعزيز المعايير النموذجية بشأن الميثان فى قطاعات مختلفة، ومن أكبر مصادر الميثان حتى لا يؤثر على الصحة العامة». وتابع: «هذه الخطوات ستخفض انبعاثات الميثان الأمريكية من المصادر التى نغطيها بالخطة بنسبة 87% بحلول عام 2030 مقارنة ب2005، وهناك عامل آخر يغير قواعد اللعبة، وهو الحفاظ على البيئة الطبيعية فى حوض الكونغو، كالغابات والأراضى فى أفريقيا أو فى حوض الأمازون بأمريكا». وقال: «الحفاظ على الطبيعة أفضل حل للمناخ، والشعوب الأصلية تعرف منذ عهد طويل كيف تفعل ذلك، وهنا فى مؤتمر الأطراف ال27 نشارك فى ترؤس شراكة الغابات والمناخ، كى نخطو خطوات طويلة وسريعة لوقف إزالة الغابات، والغابات أكثر قيمة أثناء الحفاظ عليها بدلاً من تدميرها». شرف لي حضور قمة المناخ في شرم الشيخ وأشار إلى أنه شرف له حضور قمة المناخ فى مصر، موضحاً أن القارة الأفريقية هى الأكثر تضرراً من التغيرات المناخية، التى تتسبب بالطبع فى أزمات بالأمن الغذائى والجوع، فضلاً عن الجفاف الشديد فى قارة أفريقيا منذ أربع سنوات، ونرى المعاناة التى يعيشها الصيادون قرب نهر النيجر فى غرب أفريقيا، وأكثر من 600 شخص قُتلوا بالفيضانات وملايين هجِّروا. نسعى لمنع كارثة مناخية وأوضح أنه حضر إلى مصر، حيث الأهرامات والآثار العريقة الشاهدة على عبقرية البشرية، على مدى الألفيات، نرى أن رسالتنا منع حصول كارثة مناخية، والاستفادة من إنشاء اقتصاد جديد بالطاقة النظيفة، وهذا ضرورى لحاضرنا ومستقبلنا وكتب التاريخ، ووفقاً لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية، كان هناك الموجة الأحر فى العالم، والولاياتالمتحدة عانت من جفاف، وحرائق فى الغرب، وأعاصير وعواصف مجمدة فى الشرق. وشدد على أن قلب وروح الولاياتالمتحدة فى هذا اليوم المهم مع كل حاضرى قمة المناخ المنعقدة فى شرم الشيخ، مضيفاً: «فى كل يوم أحييهم على التضحيات التى قدموها لوطننا». وأضاف «بايدن»: «أود أن أشكر بشكل خاص أحد المحاربين القدامى الأمريكيين، وهو صديق عزيز حاز ميداليات عديدة، إنه جون كيرى، فالتزامه وشغفه وحنكته الدبلوماسية كلها كانت حيوية لتحقيق التقدم الهائل فى مجال المناخ خلال العامين الماضيين». الاستثمار الهائل في المناخ سيدعم اقتصاداً عالمياً ناشئاً بالطاقة النظيفة وأوضح «بايدن» أن وكالة الطاقة الدولية استنتجت مؤخراً أن الاستثمار الهائل فى المناخ سيساعد على إطلاق العنان لدفعة جديدة فى اقتصاد عالمى ناشئ بالطاقة النظيفة، وهذا ما سيغير كل شىء فى الولاياتالمتحدة والعالم. وأضاف «بايدن»: «لقد صدقنا أيضاً على تعديل كيجالى من أجل تعبئة العالم فى تخفيض واستهلاك الكلوروفلوروهيدروجينات والغازات الدفيئة، وآثارها المضرة تتضاعف عن ثانى أكسيد الكربون آلاف المرات». ننفق 630 مليار دولار سنوياً والحكومة الأمريكية تطبق فعلياً ما تتعهد به ماليا وتابع: «نحن أكبر مستهلك فى العالم، ننفق 630 مليار دولار فى السنة، والحكومة الأمريكية تطبق فعلياً ما تتعهد به مالياً بتعزيز المساءلة عن مخاطر المناخ والقدرة على المقاومة، وهذا يسمح بتثبيت الاستثمار فى البنية التحتية وتخفيض التكاليف الخاصة بالطاقة النظيفة، وفتح فرص عمل محمية بالنقابات وذات دخل جيد لعملائنا الأمريكيين وتحقيق عدالة بيئية لمجتمعاتنا الأهلية». وأكد أنه نتيجة لكل تلك الإجراءات التى اتخذتها الإدارة الأمريكية، فنحن فى سبيلنا لتحقيق هدفنا باتفاق باريس لتخفيض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2030. ونوه بأنه يجب الحفاظ على حياة كوكبنا، موضحاً أنه منذ اليوم الأول تولى فيه الرئاسة، فإن إدارته نفذت برنامجاً طموحاً للتصدى للأزمات المناخية، وزيادة الأمن فى مجال الطاقة عبر العالم، والانضمام مجدداً وفوراً لتعهدات قمة باريس. ينبغي أن يسهم الكل لمساعدة البلدان النامية في الحفاظ على البيئة وأضاف «بايدن»: «ينبغى أن يسهم الكل لمساعدة البلدان النامية فى الحفاظ على النباتات والبيئة، ونحن نحشد جهود الشركاء من القطاع الخاص والعام والجهات الخيرية، كى تكون المدن البيئة الصحية فى قلب الاقتصادات السليمة والصحية، وهذا يقتضى تضافر الجهود جميعاً، والتصدى للانبعاثات فى القطاعات الاقتصادية، مثلاً فى الشحن الجوى، أو الشحن البحرى». وتابع: «مع النرويج اعتمدنا التحدى الأخطر للشحن، وأجرينا عشرات التعهدات لعمل ممرات للشحن البحرى الأخضر لمواءمة هذا القطاع، ولو عجلنا من وتيرة العوامل التى تغير قواعد اللعبة، يمكن أن نحقق هدفنا، وأن يظل هذا الهدف فى المتناول الجاد». وأشار إلى أنه لا بد أن يقوم كل منا بدوره فى العمل على الحد من التأثير السلبى للتغيرات المناخية، وهنا يجب أن نجدد طموحاتنا وأن نرفعها، والولاياتالمتحدة تقوم بدورها، وعلى الجميع أن يقوم بدوره، هذا واجب كل القادة فى العالم. وأضاف أن البلدان القادرة ينبغى أن تساعد البلدان النامية لكى تتخذ الإجراءات اللازمة، وينبغى تيسير التحول فى الطاقة، يتماشى مع مقتضيات المناخ، إن كانت البلدان الاقتصادية الكبرى بوسعها أن تمول البلدان النامية فيمكنها أن تمول الطاقة النظيفة فى البلدان النامية. وذكر «البيت الأبيض»، فى بيان له أمس، أن المبادرات التى أعلن عنها الرئيس بايدن أمس تهدف إلى تعزيز قيادة الولاياتالمتحدة للعالم فى معالجة أزمة المناخ وتأكيد العمل والالتزامات العالمية، وأنها تمضى فى التزاماتها ومبادراتها الحالية، بينما تسارع فى جهود جديدة ومتسعة محلياً وعالمياً، وتعكس أيضاً الضرورة العالمية لدعم الشركاء من البلدان النامية المعرضة للخطر فى بناء المرونة فى مواجهة المناخ المتغير، ومساعدتهم فى التعامل مع مشكلة لم يتسببوا فيها. وكان «بايدن» قد وعد قادة العالم بأنه سيقدم 11.4 مليار دولار من التمويل المناخى الدولى بحلول عام 2024، لكن إدارته لم تقدم إلا مليار دولار فقط. وتعد الولاياتالمتحدة ثانى أكبر دول العالم فى انبعاثات الغازات الدفيئة بعد الصين، وستكون الجهود العالمية لمواجهة أزمة تغير المناخ أكثر صعوبة بكثير من دون أمريكا.