صار استخدام «الشو» أو العروض المبهرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أساليب يلجأ إليها المدرس الخصوصي لجذب الطلبة للدراسة لديه، كان آخرها قيام أستاذ «جغرافيا» بتصوير فيديو باحترافية عالية، به لمحة كوميديا، يُجري فيه مكالمات مع طلبة يدرسون المنهج المصري، ودرسوا معه مادة الجغرافيا بينما هم يعيشون في دول خارج مصر. ولم يكن ذلك العرض الأول من نوعه، فمن قبل ظهرت على اليوتيوب استخدام مدرس خصوصي باستخدام أغاني مصرية شهيرة للحديث عن دوره في حياة طلابه. حول عروض الإبهار التي يستخدمها المدرسين الخصوصيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومدى تأثيرها في المجتمع، تحدثت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبير التربوي، قائلة إن المدرس فرد من أفراد المجتمع وله دور مميز ومكانة خاصة كقدوة للطلاب من الناحية التربوية، لكن في الوقت الحالي، افتقد المعلم هذه الصفات وأصبح يسعى وراء ما يلفت انتباه المجتمع، واتخذ وسائل التواصل الاجتماعي نافذة للمعلومات وعرض نفسه ومهاراته . وقار المعلم وأضافت: «بالنسبة لكثير من المدرسين صارت وسائل التواصل وسيلة تفريغ الطاقة الإبداعية لديهم ومحاولة إظهار ما يميزهم، وهو من حقهم أن يرسموا الصورة التي يرغبون بها لأنفسهم، ولكن من حقنا كمجتمع عليهم عدم فعل أي شيء مخل بالأخلاق والقيم المجتمعية والصورة المميزة الوقورة للمعلم». وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين وأوضحت الخبيرة التربوية، أن استخدام المعلم لمواقع التواصل الاجتماعي يعتبر سلاح ذو حدين لترويج نفسه، فإذا كان المدرس يملك مهارات تقديم نفسه وحسن التحدث والتواصل مع الآخرين يمكن أن يجذب الكثير من الطلاب إليه والتفاعل معه، أما إذا كان يعتمد فقط على مميزات وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للشهرة دون أي مجهود شخصي، فيمكن أن تنقلب ضده تلك الوسيلة وينتج عنها النفور منه. ونصحت «بثينة» المدرسين: «العملية التعليمية أصلها شرح ومتابعة المدرس للطلاب وجها لوجه، حتى يتم استيعاب الطالب للأجزاء المشروحة وطرح الأسئلة والتفاعل مع المدرس وتقدير المدرس مدى فهم استقبال الطلاب للمادة». وتابعت: «أغلبية الطلاب حالياً يطلعون على الدروس الرقمية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي خاصة اليوتيوب، لذا يجب على أولياء الأمور بمراقبة أبنائهم أثناء المذاكرة من اليوتيوب ومدى تركيزهم وتفاعلهم عن طريق كتابة المعلومات ومراجعتها معهم شفويا»