أكد الدكتور أحمد الحيوى، مستشار وزير التعليم العالى والبحث العلمى لشئون التعليم الفنى، أمين المجلس الأعلى للجامعات التكنولوجية، أن هناك طفرة حقيقية يشهدها مجال التعليم حالياً وكذلك قطاع الصناعة، وتتمثل هذه الطفرة فى خطط التوسع فى إنشاء جامعات تكنولوجية ليصل إجمالى عددها إلى 10 جامعات، 3 منها ستبدأ تخريج دفعاتها بعد عام دراسى، وال7 الأخرى دخلت الخدمة هذا العام واستقبلت الطلاب. وأوضح «الحيوى» أن الجامعات التكنولوجية تتيح لطلاب الدبلومات الفنية الدراسة فى تخصصات علمية متميزة تتماشى مع متطلبات سوق العمل محلياً ودولياً، بما يسهم فى تلبية احتياجات الجمهورية الجديدة وطموحات طلاب الشهادات الفنية فى استكمال تعليمهم الجامعى حتى درجتى البكالوريوس والدكتوراه. ماذا عن مشروعات الدولة لتطوير التعليم الفنى والتكنولوجى؟ - فى البداية لا بد أن نعرف أين كنا وإلى أين سنذهب فى مجال التعليم الفنى التكنولوجى، بالنسبة لطلاب المدارس الفنية التابعة لوزارة التربية والتعليم، سواء مدارس ال3 سنوات أو مدارس ال5 سنوات، ولا يمكن نغفل أن طلاب الدبلومات الفنية لم يكن باستطاعتهم الالتحاق بالمعاهد الفنية، وفى نفس الوقت كانت تلك المعاهد باباً خلفياً للجامعات لمن يحصل على مجموع ضعيف فى الثانوية العامة وما يعادلها من شهادات، سواء كليات الهندسة أو السياحة أو الآثار وغيرها. والمعروف عن طلاب الدبلومات الفنية أن الأوائل يلتحقون بكليات الهندسة ومعهم نسبة ضئيلة جداً ممن واصلوا الاجتهاد للالتحاق بعدد من الكليات والباقى لا يفكر فى مدى الاهتمام باستكمال المسيرة التعليمية، وكان الهدف الرئيسى لدى غالبية طلاب التعليم الفنى هو الحصول على شهادة جامعية. وبالتقادم أصبح التعليم الفنى فى نظر المجتمع غير ذى أهمية ولا يجد من يلتحق به أو يتخرج منه. بدأنا منذ سنوات كوزارة للتعليم العالى وضع خطة واستراتيجية لإنشاء جامعات تكنولوجية تلبى طموحات الطلاب فى الالتحاق بالتعليم الجامعى وأن تكون لهم فرصة الحصول على مؤهل عالٍ تبدأ من مرحلة البكالوريوس وحتى الدكتوراه. الحيوي: نبني شخصية الطالب ليكون مؤهلاً للعمل من أول يوم للتخرج ما الأهداف المرجوة من التوسع فى الجامعات التكنولوجية؟ - الأهداف المرجوة من الجامعات التكنولوجية متعددة، أبرزها بناء شخصية الطالب ليكون مؤهلاً للاعتماد على نفسه فى العمل حال عدم الحصول على وظيفة، وتخريج طلاب مدربين بنظام معين وأسلوب متميز يسهم فى تأهيلهم لسوق العمل محلياً ودولياً. نجهز كوادر صناعية تستجيب لوظائف المستقبل وكذلك المساهمة فى بناء كوادر صناعية متميزة تتماشى مع طموحات وظائف المستقبل.. ومن هنا بدأنا التطوير لإحداث تغيير على المستوى المحلى. وفى الفترة المقبلة سيكون هناك تنافس قوى بين الجامعات الحكومية والأهلية والتكنولوجية والخاصة والدولية والمعاهد، بعد أن أصبح لدى مصر تنوع فى مختلف مؤسسات التعليم الجامعى. كيف يتم تقييم تجربة الجامعات التكنولوجية والاستعداد لزيادتها خلال السنوات المقبلة؟ - التجربة جديدة وتحت التقييم لما تم إنجازه، للوقوف على أى مشكلات قد تطرأ لمواجهتها فيما بعد وحلها فى أسرع وقت، ومصر نجحت فى إنشاء 3 جامعات تكنولوجية عام 2019، وعام 2022 وانتهينا من تجهيز 7 جامعات تكنولوجية واستقبلت الطلاب بالفعل، وحالياً وقفنا لمتابعة التجربة ودعمها والنظر إلى مدى احتياجنا لجامعات أخرى من عدمه، ومتابعة العمل. ونطمح إلى الوصول إلى 27 جامعة تكنولوجية موزعة على المحافظات، وهناك احتياجات يجب تلبيتها وتجهيزها وميزانية ضخمة من الموارد المالية لها. وتجربة الجامعات الحالية ستكون درساً مستفاداً للوقوف على التجربة والوصول بها إلى أن تكون نقطة انطلاق للتعليم التكنولوجى وتخريج الكوادر المتميزة فى مختلف المجالات. ماذا عن اختيار مواقع الجامعات التكنولوجية الجديدة؟ - الاستراتيجية التى جرى تخطيط الجامعات ومواقعها بها تمت وفقاً لدراسات علمية، من حيث بناء الجامعات فى مواقع متميزة جداً وقرب المناطق الصناعية المختلفة، لضمان حصول الطلاب على وظائف مناسبة لتخصصاتهم ومهاراتهم، كجامعة 6 أكتوبر قرب المنطقة الصناعية، وجامعة دمياط التكنولوجية التى تضم برامج دراسية تتعلق بصناعة الأخشاب، وجميع المنشآت الجامعية موجودة فى الأماكن التى بها مشروعات قومية. واختيار الأماكن تم بناء على احتياجات سوق العمل المصرية فى المحافظات المختلفة واحتياجات المناطق الصناعية، وما يميز كل محافظة من إمكانيات يمكن تحويلها لصناعات وتوفير الفنيين المتميزين لها، حتى يكون هناك تكامل متميز. كل عام يتزايد الإقبال على الجامعات التكنولوجية عن السابق له كيف يتم تقييم مستوى الطلاب الملتحقين بالجامعات التكنولوجية؟ - فى العام الدراسى المقبل سيتم تخريج أول دفعة من الجامعات التكنولوجية، ولاحظنا هذا العام أن الإقبال متميز، وكل عام يتزايد الإقبال عن العام السابق له، ومنذ أيام سجلت إحدى الجامعات التكنولوجية نسب إقبال من الطلاب الحاصلين على شهادة الثانوية العامة لاختبارات القدرات تخطت 1100 طالب فى اليوم. قياسنا للطلاب وحضورهم ليس بالأعداد، لكن بمدى جودة الخدمة المقدمة لهم ومستوى الدراسة، ولا نستهدف الأعداد الكبيرة من أجل إتاحة جودة تعليمية متميزة للطلاب والتدريب الجيد، فكل برنامج يتراوح عدد طلابه من 100 إلى 150 طالباً. وما يتم العمل به فى الجامعات التكنولوجية هو إعداد الطالب لمرحلة مهمة وهى اعتماده فنياً ومهنياً وأن يكون مؤهلاً لسوق العمل وقادراً على العمل بيده. ما النسبة المقدّرة للدراسة بالجامعات التكنولوجية لطلاب الثانوية العامة 2022 وطلاب الدبلومات الفنية؟ - 80% لطلاب الدبلومات الفنية و20% لطلاب الثانوية العامة 2022. الجامعات العشر تجربة ملائمة للمجتمع المصري.. توفر العمل والدراسة في وقت واحد هل تم التواصل مع خبرات أجنبية بشأن إنشاء الجامعات التكنولوجية؟ - كل دولة تقوم بعمل ما يناسب ظروفها ليتماشى مع متطلباتها ويسهم فى تقدمها ورقيها بمختلف المستويات، وما يتم العمل به حالياً بشأن الجامعات التكنولوجية هو تجربة مصرية فريدة وملائمة للمجتمع المصرى، وكل وزارة عملت ونفذت الدور الخاص بها، سواء التربية والتعليم أو التعليم العالى والطرفان ساهما فى تحقيق ذلك. ونعمل حالياً على دعم التجربة من خلال استقدام الخبراء الأجانب لتطوير المناهج وتدريب العاملين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب، لكن التعاون سيكون فيما بعد من أجل سد العجز فى أى نواقص قد تطرأ، والتعاون مع الخبراء فيما بعد سيسهم فى دعم التجربة وأن تكون مصرية كاملة. ونتمنى دعم التجربة لكى تؤتى ثمارها وتخريج مئات وآلاف الخريجين المتميزين لسوق العمل محلياً ودولياً. وهناك 8 طلاب سافروا من مجمع أسيوط التكنولوجى إلى دولة ألمانيا لاستكمال باقى مراحل التعليم الجامعى وبعد عودتهم سيكونون بمثابة خبراء لنا. ونتمنى دعم سوق العمل للجامعات التكنولوجية من خلال تشجيع الطلاب بتوفر فرص عمل لهم ووضع شرط الحصول على شهادة جامعية من إحدى الجامعات التكنولوجية مسوغاً أساسياً للعمل فى إحدى الصناعات. كيف تقيم مساهمة القطاع الخاص فى إنشاء الجامعات التكنولوجية؟ - ندعم الفكرة، ونأمل أن يساهم القطاع الخاص فى إنشاء المؤسسات التعليمية التكنولوجية المختلفة، خاصة أن لديه قدرات وإمكانيات يمكن للخبراء المتميزين الاستعانة بها والمنافسة من أجل إخراج كوادر متميزة، وبالنسبة للجامعات الحكومية القائمة سندعمها بنقل التجربة والخبرات إليها. وكم تبلغ تكلفة الدراسة فى الجامعات التكنولوجية سنوياً؟ - الطالب فى السنتين الأولى والثانية يدفع كل عام 10000 جنيه، وبالنسبة للفرقتين الثالثة والرابعة كل عام منهما يدفع 12 ألف جنيه. وإجمالاً تكلفة دراسة الطالب الفعلية بأى جامعة تكنولوجية توازى 10 أضعاف المبلغ الذى يسدده سنوياً. بالنسبة لبرامج طلاب الثانوية العامة هل هى مرتبطة بالشعبة العلمية فقط؟ - البرامج المتاحة لهم مرتبطة بطلاب الثانوية العامة علمى علوم لارتباطها بتخصصاتهم العلمية فيما يتعلق ببرامج العلوم الصحية. وجميع البرامج الدراسية التى جرى تدشينها تحتاجها السوق المصرية والدولية، وبناء عليه تم تدشينها وإتاحتها أمام الطلاب. وهل نشهد قريباً افتتاح أول جامعة تكنولوجية خاصة؟ - البعض تقدم بشكل مبدئى لإنشاء جامعات تكنولوجية خاصة، وإجراءات الجامعات التكنولوجية الخاصة هى ذاتها نفس إجراءات إنهاء أوراق إنشاء الجامعات الخاصة والأهلية هل الشهادة التى سيحصل عليها الطالب ستكون معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات؟ - طبعاً الطالب سيحصل على شهادة معتمدة من «الأعلى للجامعات» ومعترف بها فى عدد من الدول كدولة كوريا الجنوبية المتعاقدة مع جامعة بنى سويف التكنولوجية، فشهادة الطالب معتمدة من الدولتين كوريا ومصر. هل يمكن أن تحل كليات الجامعات التكنولوجية محل كليات الهندسة فى تأهيل الطلاب؟ - لا يمكن لأحد أن يغير الهرم الوظيفى، فهو واضح يتمثل فى الرأس والقاعدة الصغيرة والقاعدة الأكبر، الرأس يتمثل فى المهندس وله أدور محددة وهو مَن يصمم ويخطط ويشخّص المشكلات، وبالنسبة للقاعدة الأصغر فتتمثل فى الفنيين خريجى الجامعات التكنولوجية، وبالنسبة للقاعدة الأكبر فتتمثل فى الدبلوم، ولا يمكن أن يحل أى شخص محل آخر. وهل لخريجى الجامعات التكنولوجية نقابة خاصة بهم؟ - بالفعل موجودة، وقانون نقابة التكنولوجيين موجود فى مجلس النواب وينتظر المناقشة والموافقة، وأى خريج بعدها يحصل على بكالوريوس تكنولوجى سيحصل على العضوية، ونأمل فى العام المقبل فور تخرج الطلاب من الجامعات أن يتم إلحاقهم بها. آلية قبول الطلاب بالجامعات يتم قبول الطلاب وفقاً للحدود الدنيا التى يحددها مكتب تنسيق القبول بالجامعات الحكومية، سواء لطلاب الثانوية العامة أو طلاب الدبلومات الفنية، مع ضرورة أن يكون الطالب المتقدم اجتاز كافة اختبارات القدرات 2022، كما أنه يجب على الطلاب استكمال كافة متطلبات التقدم.
