سادت حالة من الغضب والصدمة مدينة نيويورك، اليوم، بعد مقتل شرطيين أثناء عملهما برصاص رجل قال إنه يسعى للانتقام لمقتل شبان سود بأيدي رجال شرطة بيض، وتراكمت الشموع والورود عند ضريح ارتجالي في موقع إطلاق النار. قتل الشرطيان وينجيان ليو (32 عامًا) المتزوج منذ شهرين، ورافايل راموس (40 عامًا) بالرصاص بعد ظهر أمس، في مدينة بروكلين في نيويورك في هجوم هز أكبر المدن الأمريكية قبل أيام قليلة من أعياد الميلاد. وقالت الشرطة، إن مطلق النار يدعى إسماعيل بريسنلي (28 عامًا) ويقال إنه عضو في عصابة "عائلة الغوريلا السوداء". وفر إلى محطة قطارات قريبة بعد الهجوم وانتحر بإطلاق النار على رأسه في المحطة. وقال قائد شرطة نيويورك بيل براتون في مؤتمر صحفي، إن الشرطيين "قُتِلا دون أن تتاح لهما فرصة سحب أسلحتهما. وربما لم يشاهدا المهاجم القاتل مطلقًا". وندد عمدة نيويورك الديمقراطي بيل دي بلازيو بالهجوم، وشارك في قداس في كاتدرائية القديس باتريك في نيويورك. وأدار عدد من الضباط ظهرهم لبلازيو في المستشفى، مساء أمس، تكريمًا لزملائهم القتلى. ويتهم ضباط الشرطة "بلازيو" بالفشل في دعمهم وبتعاطفه الشديد مع المتظاهرين الذين يحتجون خلال الأسابيع الأخيرة على عنف الشرطة ضد الأميريكين السود. وقال إدوارد مولينز، رئيس رابطة للشرطة تضم 11 ألف ضابط حالي ومتقاعد في شرطة نيويورك: "السيد بلازيو، إن دم هذين الشرطيين يلطخ يديك". وأدان المحافظ الجمهوري السابق لنيويورك جورج باتاكي "هذه الأعمال الوحشية" وقال إنها "نتيجة متوقعة للخطاب المعادي للشرطة". ورد بلازيو، أمس، بالقول إنه "من المؤسف في هذه المأساة العظيمة أن يلجأ البعض إلى خطاب غير مسؤول وتحريضي يغضب الناس ويؤدي إلى انقسامهم"، ودعا العديد إلى الهدوء والوحدة بمن فيهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أدان "بلا تحفظ" مقتل الشرطيين. ودعت عائلتا "جارنر" و"براون" اللذين قتلا على يد ضباط شرطة بيض، إلى تجنب "أي نوع من أنواع العنف الموجه إلى عناصر تطبيق القانون. لأن ذلك لا يمكن التسامح معه. وعلينا أن نعمل معًا من أجل إحلال السلام في مجتمعاتنا". وأكد رئيس منطقة بروكلين، إريك آدامز، أن المسؤولية تقع أولًا وأخيرًا على مطلق النار. وقال: "دماء الشرطيين لا تلطخ أيدي رئيس البلدية. بل يدي الشخص المريض الذي قتل ضابطين بريئين". وحاولت شرطة بالتيمور أمس تحذير شرطة نيويورك بشأن خطط برينسلي إلا أنها تأخرت. ووصف مدعي الدولة في نيويورك، إريك شنايدرمان، ما حصل بأنه "عمل عنف بشع"، فيما أعرب عدد كبير من عناصر الشرطة من مختلف مراكز نيويورك عن صدمتهم عبر موقع "تويتر" وقدموا تعازيهم إلى عائلتي الضحيتين.