«هل المشكلة فى المسلمين وفهم الكثيرين منهم الخاطئ لعقيدة الإسلام.. أم فى ديانة الإسلام نفسها؟!». سؤال صادم، لكنه منطقى وموجود؛ إذ كيف يُفسّر غير المسلمين كل هذا السلوك الدموى للمسلمين مع بعضهم البعض تارة، ومع غيرهم من مخالفيهم مرات أخرى، بعيداً عن فكرة أن دينهم وراء ما يقترفون ويعتقدون، لا سيما أن هؤلاء المجرمين يفسرون جرائمهم للعالم أجمع بأنها نابعه من تكليف عقيدى للإسلام كدين يدينون به؟ وأيهما يصدقون: الطنطنة بأن دين محمد (صلى الله عليه وسلم) رحمة للعالمين أم ما يرونه بأم أعينهم؟ ما كان لمثلى أن يطرح هذا السؤال متماهياً مع من يطرحه من غير المسلمين لولا أن الأمر فاق الحد، وبلغ بى ما بلغ من دراسة وقراءة ومتابعة ومشاهدة التاريخ الإجرامى للفرق والجماعات الإسلامية بحكم تخصصى على مر التاريخ الإسلامى وإلى الآن.. فهل حقاً المشكلة فى المسلمين فقط؟ إذا قال قائل إن المشكلة فى الفهم الخاطئ، فالسؤال: كيف جاء الفهم الخاطئ.. إذن أخطأ المفسرون والعلماء الأُوَل الذين نقدس تفاسيرهم وصارت ديناً غير دين محمد (صلى الله عليه وسلم) وكيف نقول إن تفاسيرهم كانت تناسب حالهم الظرفى والزمانى والمكانى لأيامهم. والسؤال أيضاً: إذا علّقنا هذه الجرائم برقبة الفهم الخاطئ لهذه التفاسير فلماذا لم نرَ منهم سوى الإرهاب، والقتل، والتفجير، والتكفير، والتخلف، والاستحلال.. لماذا لم نرَ هذه التفاسير تترجم إلى العمل، والإخلاص فيه، التقدم، الرقى، الرحمة، الإنسانية، العفو، التسامح، أداء الحقوق.. لماذا كُتب علينا أن يكون نصيبنا من هذا الفهم السيئ هو مفاهيم الإرهاب والقتل. قد يقول متحذلق: لأننا تركنا الإسلام وسبق لنا التقدم والرقى.. لكن: إذا كان الإسلام شرط التقدم والفلاح فلماذا نرى «الكفار» فى أوروبا وأمريكا متقدمين وبارعين فى النجاح؟ انظر إلى العالم بأسره لن تجد سوى أبناء العالم الإسلامى هم القتلة والمجرمون بشكل ممنهج.. دعك من نظرية المؤامرة الكونية على الإسلام والمسلمين.. فليس هناك مؤامرة ولا إسلام حقيقى.. المؤامرة الكونية الحقيقية هى أعمال المسلمين.. لا إسرائيل ولا أمريكا.. ولا غيره. هؤلاء يسعون وراء مصالحهم.. ومصالحهم فقط، فإن كانت فى تشويه «الإسلام» فإنهم يفعلون دون مواربة.. وإن كانت فى تمويل ودعم وتقوية الجماعات الإسلامية التى يفترض أن يكونوا فى صف معارضتها فإنهم يفعلون ولا ريب. انظر إلى العالم شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، أين هو السلوك المعبر عن الإسلام الداعى إلى الرحمة كما يدعو الإسلام فى جوهره.. أين هذا السلوك الإنسانى القويم المعبر عن الإسلام الداعى إلى العطف والعفو والمغفرة كما يدعو هو فى جوهره.. أين هو السلوك المتقدم المتحضر المُعبر عن الإسلام؟!! أين.. وهل الإسلام هو الدين الخاتم الذى ستقوم عليه القيامة وتنزل موازين القسط؟ كيف ذلك والمسلمون هم أكثر البشر تخلفاً فى الأرض.. وأكثرهم عالة، وأقلهم إنتاجاً وفائدة لأنفسهم وللإنسانية فى الأرض؟ يفسر تجار الدين والسياسة والأفاقون ذلك بالنظم السياسية الاستبدادية فى الحكم، كما يذهب «الكواكبى» فى «طبائع الاستبداد».. لكن أليست الصين دولة استبدادية وهى قوة عظمى ومتقدمة جداً فضلاً عن أن غالبية سكانها لا يؤمنون بوجود إله أصلاً فضلاً عن الإسلام؟! وكيف نفسر سلوك المسلمين المجرمين الذين يعيشون فى أسترالياوأمريكا ولندن وسيدنى وباريس ويقومون بعمليات إرهابية وقتل وتفجير وتكفير فى بلادهم.. انظر (حادث سيدنى) وكيف يهجرون هذه البلاد الناجحة لينخرطوا فى عمليات مسلحة مع «داعش» فى سوريا والعراق وأفغانستان وباكستان؟!