موسيقى هادئة، وآلات موسيقية، وحجرة ذات ديكور هادئ داخل إحدى المدارس في بريطانيا، والعشرات من الفتيات الراغبات في تعلم الموسيقى، يتجمَّعن حولها للاستفادة من خبرات "سالي جونز" مدرِّسة الموسيقى، قبل أن ترتدي الحجاب، وتتحوَّل إلى "عائشة" وتجنِّد الفتيات للقتال في صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، أو الزواج من المقاتلين هناك. القصة بدأت، بحسبما يرويها تقرير لموقع قناة "العربية" نقلًا عن "صنداي تايمز"، عندما قامت السيدة سالي جونز التي حوَّلت اسمها إلى "عائشة"، بإنشاء حسابات على الإنترنت تزعم فيها أنها تبلغ من العمر 17 عامًا، وذلك بهدف جذب الفتيات القاصرات أو من هن في مقتبل العمر وإغرائهن بالانضمام إلى "داعش" والقتال في صفوفه. وتمكَّنت السيدة جونز من إقناع بعض الفتيات بأن السفر إلى سوريا والانضمام إلى مقاتلي "داعش" سوف يؤدي بهن إلى مسح كل الذنوب والخطايا، كما تقدِّم جونز للفتيات المستهدفات وعودًا بحياة أفضل في سوريا، فضلًا عن وعود بتحويل الأموال الكافية للفتيات الراغبات من أجل تمويل عملية الهجرة من أماكن تواجدهن إلى "دولة الخلافة"، التي أعلنتها "داعش" في مناطق من سوريا والعراق. وبحسب المعلومات التي تمكَّنت الصحيفة البريطانية من الحصول عليها فإن "جونز" تبلغ من العمر 45 عامًا، وتعود أصولها إلى منطقة كينت بوسط إنجلترا، حيث غادرت مدينتها مع طفلها "جوجو" وانضمَّت إلى "داعش" في سوريا، وتزوَّجت هناك من شاب بريطاني من مدينة برمنجهام، وفي سوريا حوَّلت اسمها إلى "سكينة حسين"، أما طفلها "جوجو" فأصبح اسمه حمزة، بينما تستخدم الاسم "عائشة" في أنشطتها على الإنترنت. وكتبت جونز في رسالة لها على "تويتر": "في النهاية، لو كنت مسلمًا فعليك أن تغادر أرض الكفار من أجل الله إذا كنت قادرًا على ذلك"، واصفة الحياة في سوريا لدى "داعش" بالقول: "إنها رائعة.. إنهم يراعونكِ جيدًا، ولن تحتاجي إلى النقود مطلقًا، سوف تعيشين حياة جيدة، وإذا أردتِ الزواج والحصول على منزل، فالأمر سهل جدًا، يوجد الكثير من الرجال هنا".