ثورة 25 يناير استهدفت تغيير نظام كان قد أصابه الوهن واستنفد القدرة على إحداث أى تقدم فى النواحى الاقتصادية ومجال الحريات ومجال العمل الاجتماعى، فكانت الصرخة المدوية للشرفاء الذين خرجوا إلى ميادين مصر (عيش - حرية - عدالة اجتماعية) وأفرزت الثورة كثيراً من المعطيات والنتائج منها ما كان سلبياً وما كان إيجابياً، وكان أخطر سلبياتها هى محاولة فصيل بعينه الاستحواذ على السلطة وعلى مفاصل الدولة المصرية باسم ثورة 25 يناير دون أن يكون لديه لا القدرة ولا الكفاءات ولا الإمكانيات، وكان يستهدف الهوية المصرية ويسعى لتحويل مصر إلى إمارة فى الخلافة الوهمية، وفى إطار هذه المحاولة تحولت الأمور من السيئ الذى كان سبباً فى سقوط نظام ما قبل 25 يناير، إلى ما هو أسوأ فى ظل محاولات الاستحواذ ومحاولات إسقاط الدولة العريقة بما يتعارض مع حقائق التاريخ الراسخة والواقع الجغرافى لمصر عبقرية الزمان والمكان، فكان طبيعياً أن تحدث ثورة 30 يونيو، ومع اقتراب الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير فإنه قد آن الأوان لتوقف المزايدات الإعلامية من البعض ويتوقف أولئك الذين يطلقون على أنفسهم النشطاء السياسيين، وعليهم أن يندمجوا فى الأحزاب السياسية إذا كانوا يسعون إلى خير هذا الوطن، ويجب أن يتوقف أولئك الذين يبحثون عن مكاسب مادية باسم حقوق الإنسان وقضايا وملفات التمويل الخارجى ما زالت مفتوحة، ولتستمر الدولة فى بذل الجهد للقضاء على الإرهاب الأسود المتعطش لدماء أبناء الشعب. التاريخ لن يرحم الواهمين الذين يحاولون أن يعيدوا مصر إلى الوراء، فمصر هى النيل والأهرامات، وهى التاريخ والحضارة ولن تعود إلى الوراء.