وقف محمد على، أحد أهالى الشيخ زويد، على رأس مزرعته التى تتجاوز مساحتها 12 «دونَماً»، أى ما يوازى 12 ألف متر مربع، منتظراً قدوم العمال لجنى ثمار الزيتون، التى انتظر شهوراً لحصادها، وما إن وصلوا وبدأوا فى عملهم، حتى هاجمتهم مجموعة من الإرهابيين، وهددتهم بالقتل، فى حال جنيهم المحصول، لخوفهم من انكشاف مخابئهم لقوات الجيش والشرطة، لينصرف العمال، ويكتفى «محمد»، مثله مثل باقى أهالى شمال سيناء، بالنظر للمحصول وهو يموت بطيئاً على الأشجار. «الموسم التعس».. هكذا وصف مزارعو الشيخ زويد ورفح حالهم هذا العام، بعد عجزهم عن جنى وتسويق محصولى «الزيتون» و«الكلمنتينا» (اليوسفى السيناوى)، بسبب تهديدات الإرهاب، التى حالت دون أن يستفيد المزارع من محاصيله. «يمكننا أن نتحداهم، ونصل لأراضينا ونجنى الثمار، لكن من يضمن ألا تأتيه رصاصة طائشة تنهى حياته».. بهذه الكلمات بادرنا «سلامة سواركة»، أحد أبناء قرية الجورة بالشيخ زويد، عندما سألناه عن سبب عدم جنْيه محصوله، مضيفاً: «الأوضاع الملتهبة تحول دون وصولنا للمزارع، كما أن أغلب العمليات والمداهمات تتم فى مناطق شرق العريشوجنوب الشيخ زويد، وهى من أكثر المناطق التى بها زراعة الزيتون. يقول أحمد أبودرب، من قرية «أبوشنار» غرب رفح: أغلب تجار الفاكهة من خارج سيناء، وباتوا يرفضون القدوم لشراء المحاصيل بسبب الأوضاع الأمنية، فسبق أن خرج اللصوص على أحد التجار القادمين من القليوبية، فى شهر أكتوبر الماضى، وسرقوا سيارته ونقوده، كما قتل «تاجر بصل»، برصاصة طائشة، خلال مروره بطريق الجورة جنوب الشيخ زويد، ناهيك عن إغلاق الأكمنة والحظر المفروض من الساعة الخامسة مساءً، وإرغام السيارات على اتخاذ الطرق الالتفافية. «غلق الأنفاق فاقم الأزمة»، هذا ما أكده محمد سليمان، من منطقة الأنفاق برفح، مشيراً إلى أنهم فقدوا سوقاً مهمة، لأن أهالى غزة كانوا يشترون كل محاصيل الفاكهة من شمال سيناء وكان يتم إدخالها لهم عبر الأنفاق، مضيفاً: المزارع المحلية كانت لا تستطيع تغطية الطلب الغزاوى، وكنا نشترى بضاعة أخرى من النوبارية والمنوفية والبحيرة لنبيعها لتجار غزة عبر الأنفاق بعد نفاد المنتج السيناوى. وناشد «سليمان» الحكومة المصرية توفير بديل تجارى آخر بين سيناء وقطاع غزة، حتى يتمكن تجار سيناء من بيع وتسويق منتجاتهم.