بات واضحاً أن الدولة تتحرك مع الرئيس، بمعنى أننا لا نشعر بوجود حقيقى للدولة إلا عندما يكون هناك نشاط للرئيس عبدالفتاح السيسى خارجياً أو داخلياً، فصورة مصر فى الخارج تتغير وتتحسن مع جولات الرئيس، فمن أول زيارة خارجية له فى أفريقيا عادت مصر إلى مجلس الأمن والسلم الأفريقى، وفى زيارته المهمة إلى نيويورك وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تغير الموقف الأمريكى تجاه مصر، حتى حينما كان وزيراً للدفاع ساهمت زيارته إلى روسيا فى خلق توازن جديد فى علاقات مصر الدولية، وفى زيارته الأخيرة لإيطاليا وفرنسا حدث تغير فى الموقف الأوروبى، ويصاحب التغيير فى المواقف الدولية تجاه مصر حصار للإخوان وتنظيمهم الإرهابى الدولى والدول الداعمة له، أما على الصعيد الداخلى فإن تحركات الرئيس تُشعرك بأن هناك دولة، حتى فى الكوارث الشعب كله ينتظر كلمة من الرئيس حتى يشعر بالأمن والطمأنينة، على قدر سعادتى بأن الله وهبنا رجلاً مثل عبدالفتاح السيسى رئيساً وطنياً مخلصاً لبلده ويحظى باحترام المجتمع الدولى ومحبوباً من شعبه، على قدر قلقى من وضع كل آمالنا وطموحاتنا على شخص الرئيس فقط وعدم وجود آلاف ومئات المسئولين مثله، فيجب أن يكون لدينا على الأقل 2000 «سيسى» يتولون المناصب التنفيذية المهمة فى الدولة «وزراء - محافظون - وكلاء أول وزارة - رؤساء الهيئات والمصالح» وكل واحد من هؤلاء يتولى تطهير مؤسسته من الفساد واختيار أفضل العناصر لتولى المناصب فيها، إذا حدث ذلك فبعد شهور قليلة سوف تشهد مصر طفرة حقيقية فى كل المجالات، الجهاز الإدارى للدولة ممتلئ بالفساد الذى يحول دون تحقيق أى تقدم ويضيع كل خطوات الرئيس السيسى للإصلاح، والحل يأتى من أعلى من رأس المؤسسة أن يتولاها شخص كفء ينهض بها، فهل من الصعب أن نجد 2000 «سيسى» فى ستة ملايين موظف بالجهاز الإدارى للدولة؟ وإذا لم نجدهم فى الجهاز الإدارى ففى القطاع الخاص الآلاف من النماذج التى حققت نجاحات كبيرة سواء على المستوى المحلى أو الدولى يمكن الاستعانة بهم فى تولى مناصب قيادية بالحكومة. التحدى الأكبر أمام الرئيس هو اختيار الأكفاء لمساعدته فى إدارة البلاد، فالتركة كبيرة وثقيلة والوقت ليس فى صالحنا، وقد سبق أن طلب أكثر من مرة من أصحاب القدرات الضعيفة التنحى وترك المسئولية للمبدعين ولكن لم ولن يستجيب أحد لطلبه، فنحن فى انتظار قرارات من الرئيس بإقالة الفاشلين وتعيين الكفاءات التى تستطيع النهوض بالبلد، فالنجاح مرهون بحسن الاختيار.