أعلنت الشرطة الأسترالية صباح أمس أن مسلحاً احتجز عدداً غير محدد من الرهائن داخل مقهى فى وسط مدينة «سيدنى» الأسترالية، بينما أعلنت وسائل إعلام محلية أن محتجزى الرهائن داخل المقهى هما مسلحان اثنان على الأقل. فيما أظهرت لقطات تليفزيونية عدداً صغيراً يفرون جرياً من المقهى، وقد أُجبر المحتجزون على رفع علم أسود عبر نافذة مقهى «ليندت» فى منطقة الأعمال «مارتن بليس»، يشير إلى أن المنفذ ينتمى إلى جماعة إسلامية متشددة، حسبما أظهرت لقطات بثتها محطات تليفزيونية أسترالية. وحاصرت الشرطة الأسترالية المكان، وقالت إن مفاوضين اتصلوا بالمسلح، لكنها «رفضت التكهن بدوافعه المحتملة». ونقلت شبكة «سكاى نيوز» أمس عن اثنين من الرهائن قولهما «إن منفذ العملية يطلب مقابلة رئيس الوزراء تونى أبوت والحصول على علم تنظيم داعش». وتمكن خمسة أشخاص من الفرار من مخرج حريق المقهى المحتجزين به فى «سيدنى»، حيث خرج ثلاثة رهائن رجال من باب جانبى للمقهى بعد حوالى ست ساعات على بدء عملية احتجاز الرهائن فيه، وبعد ساعة غادرت امرأتان وسط مراقبة مكثفة من الشرطة، ولم يكن واضحاً هل فر هؤلاء الرهائن أم أُفرج عنهم، وقالت مساعدة رئيس شرطة «نيو ساوث ويلز» كاثرين بيرن إن «أول ما نفعله هو التأكد من أن هؤلاء الأشخاص بخير ثم نعمل معهم من أجل الحصول على المزيد من المعلومات»، مضيفة أنه «ليس هناك فى المرحلة الراهنة ما يشير إلى إصابة أى كان»، وقالت «بيرن» إن «مفاوضى الشرطة على اتصال مع محتجز الرهائن غير أنهم لا يعرفون دوافعه». كما أكد أندرو سكيبيون، مفوض شرطة «نيو ساوث ويلز»، أن الشرطة لا تعرف الدافع الذى جعل المسلح يقوم بذلك، وأضاف: «لم نتأكد بعد من أن الحادث له صلة بالإرهاب. نحن نتعامل مع وضع وجود رهائن مع مسلح، نتعامل مع الأمر وفقاً لذلك». وقال الصحفى الأسترالى كريس كينى -الذى كان موجوداً فى المقهى قبل احتجاز الرهائن- إنه تم تعطيل الأبواب الزجاجية الآلية للمقهى، وأضاف: «حاولت امرأة الخروج بعد خروجى لكن الأبواب كانت مغلقة»، وتابع: «من الواضح أنه تم تعطيل الأبواب للحيلولة دون دخول أى شخص، وسارعت المرأة إلى القول إنها لاحظت وجود سلاح تم إخراجه من حقيبة زرقاء وطُلب فوراً من جميع الموجودين رفع أيديهم». وكشف بعض الرهائن الذين تمكنوا من الفرار من داخل المقهى أن منفذ عملية الاحتجاز أبلغهم بأنه قام بزراعة 4 قنابل، اثنتان منها داخل المقهى واثنتان فى الحى المالى بالمدينة. كما أكد إعلاميون فى أستراليا أن المسلح اتصل بثلاث وسائل إعلام وتحدث إليها عبر المخطوفين، معلناً وجود قنابل داخل المقهى وطلب مناداته ب«الأخ» وعرض الإفراج عن أحد الرهائن مقابل تزويده بعلم «داعش». وأُعلنت حالة الإنذار القصوى فى أستراليا بعد عملية احتجاز رهائن فى أحد المقاهى ب«سيدنى» من قبَل مسلح، فيما أعربت الحكومة عن قلقها حيال إمكان عودة مواطنين قادرين على شن هجمات بعدما قاتلوا فى صفوف تنظيمات جهادية متطرفة فى العراق وسوريا. وقال رئيس الوزراء الأسترالى تونى أبوت إنه عقد اجتماعاً للجنة الأمن القومى بمجلس الوزراء صباح أمس للاطلاع على «وضع الرهائن»، وأضاف أن «هناك مؤشرات على ارتباط الحادثة بدوافع سياسية»، وأضاف «أبوت» أن «هدف العنف السياسى هو إخافة الناس». وأعلنت الشرطة الأسترالية أمس أنها نفذت عملية إثر «حادث» وقع فى أوبرا سيدنى، من دون أن توضح ما إذا كان على صلة بحادث احتجاز الرهائن، وقال متحدث باسم شرطة ولاية «نيو ساوث ويلز» إن «الشرطة تدخلت فى الأوبرا»، وأفادت وسائل إعلام محلية أنه تم إخلاء مبنى الأوبرا بعد العثور على طرد مشبوه داخله. وتضم المنطقة التى تحاصرها الشرطة بنك الاحتياطى الأسترالى ومصارف تجارية بالقرب من مبنى برلمان ولاية «نيوساوث ويلز»، وقد أُغلق مقر البنك، وقالت المتحدثة باسمه إن «جميع موظفيه آمنون فى داخله»، كما أخلت الولاياتالمتحدة قنصليتها فى «سيدنى» التى تقع بالقرب من المقهى الذى يحتجز فيه الرهائن. كما طلبت الشرطة الأسترالية إخلاء مبنى البرلمان الأسترالى الذى يفصل بينه وبين المقهى مبنى واحد.