انطلاقاً من وسطية واعتدال المؤسسة الدينية التى يرأسها، توخَّى الوقوع فى نفس الخطأ الذى تقع فيه الجماعات المتطرفة.. «لا يمكن أن نكفر داعش ولا أى مسلم مهما بلغت ذنوبه»، هكذا صرح الشيخ أحمد الطيب، إمام الأزهر، المؤسسة المرجعية للمسلمين السنة. رفض الإمام الأكبر الانزلاق فى فتنة التكفير الهادفة إلى هدم المجتمعات الإسلامية والتى لن تؤدى إلا إلى تناحر مذهبى داخل أهل الدين الواحد، فغرد خارج السرب الباغض لجرائم التنظيم الإرهابى المتنامى فى سورياوالعراق، لتنفى مؤسسة الأزهر كل ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من عبارات مقتطعة للشيخ إبراهيم صالح الحسينى، مفتى نيجيريا، خلال كلمته التى ألقاها بمؤتمر الأزهر الشريف، الذى عُقد مؤخراً لمواجهة العنف والتطرف، وما نُسب إليه من أنه أفتى بتكفير تنظيم «داعش». شيخ الأزهر عقد منذ أيام قليلة مؤتمراً عالمياً لقى استجابة واسعة بمشاركة أكثر من 80 دولة و200 شخصية عالمية من مختلف المذاهب الإسلامية والمسيحية شرقاً وغرباً، الذين توحدوا على كلمة سواء رافضة لتنظيم «داعش» المتطرف. لم يكتف «الطيب» بإجماع القادة الدينيين، وإنما برَّأ الإسلام من ممارسات «داعش» التى وصفها ب«الإجرامية التى تعطى صورة مشوهة عن الإسلام». العديد من اللقاءات التى عقدها شيخ الأزهر مع مسئولين دوليين حذر خلالها أو على هامشها من استخدام الجماعات المتطرفة لمصطلحات إسلامية رنانة كالخلافة والجهاد وتبرير «قطع الرؤوس» باسم الإسلام. الجماعات الأصولية، بحسب وصف شيخ الأزهر، تستمد قوتها من القوى الغربية الاستعمارية بدليل انتعاشها فى أعقاب الحرب الأمريكية على العراق فى 2003. نأى شيخ الأزهر بمؤسسته الدينية عن الانزلاق فى جرثومة التكفير، التى انتشرت بكثافة شديدة بين تيارات وجماعات الإسلام السياسى، مشيراً إلى أن أحداً من علماء الدين الإسلامى لا يقدرون على أن يقيموا إيمان أحد من العامة، وأنه «مهما بلغت ذنوب المسلم، لا يجوز تكفيره». ولد شيخ الأزهر، أحمد محمد أحمد الطيب، فى مركز دشنا بمحافظة قنا فى السادس من يناير 1946، وهو أستاذ فى العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، وله العديد من المؤلفات منها «مدخل لدراسة المنطق القديم»، و«بحوث فى الثقافة الإسلامية: بالاشتراك مع آخرين»، وعمل الدكتور أحمد الطيب محاضراً فى فرنسا قبل عودته إلى مصر وترؤسه لجامعة الأزهر حتى حلَّ شيخاً للأزهر خلفاً للشيخ محمد سيد طنطاوى، المتوفى فى مارس 2010.