يقول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا» (الأحزاب 36)، ويقول: «وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا» (الحشر 7)، ويقول: «قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» (آل عمران 31). الآيات الكريمة السابق ذكرها يستغلها مُروجو العلاج بالأعشاب والحجامة وبول الإبل وغيرها من المُمارسات التى يُمكن تصنيفها، تحت اسم «الطب النبوى».. من باب إقناع «الزبون» بأن كل ما ورد على لسان النبى الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام)، بشأن هذه العلاجات هو فى حكم «الفرض» أو هو «سُنة»، على أقل تقدير! وما عداها من سُبل العلاج التى أتاحها لنا العلم الحديث، فليست من الدين فى شىء! فضلاً عن أدعياء العلاج بالقرآن الذين يقومون بفتح عيادات خاصة. بالطبع، لا يستطيع أى مسلم أن يُنكر أن سيدنا النبى وصف العديد من الأعشاب فى حينه لأصحابه، مُسترشداً فى ذلك بنور النبوة، فإنه عليه أفضل الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى.. إن هو إلا وحى يُوحى! ولكن دورنا فى هذا ونحن ننتسب إلى دين يدعو إلى العلم هو التقنين العلمى للصالح من هذه الأعشاب المذكورة فى السُنة النبوية المُطهرة والتأكد أيضاً من مُلاءمتها للاستخدام فى وقتنا الحالى! ومن الضرورى توضيح أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يُمارس الطب، فالحجامة -مثلاً- ترجع إلى العصر الإغريقى، أى قبل الرسول ب2000 عام، فالرسول بعثه الله فينا ليُعرّفنا برسالة الإسلام.. جاء ليتمّم مكارم الأخلاق من أجل عَالَم إنسانى أفضل فى الدنيا، يليه موت وبعث ومن ثم جنة أو نار.. أما طُرق علاج الجسد والنفس فى الحياة الدنيا فتكون طبقاً للعصر الذى يعيش فيه كل إنسان وما يفعله هؤلاء من مُدّعى الطب النبوى لا سند علمياً له، لذا يجب مُحاسبتهم على المتاجرة بالدين وبصحة المرضى من خلال مُمارسات ساذجة لا تمت إلى الطب بصلة.