بدأت الأصوات المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة للكنيست تتعالى في الأوساط السياسية الإسرائيلية، بعد تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزير المالية الإسرائيلي، يائير لبيد، واتهام مسؤول في حزب الليكود زئيف الكين، لبيد بإجراء اتصالات مع أحزاب أقصى اليمين الإسرائيلي، لإحداث انقلاب على نتنياهو. ويرى وزير الخارجية الإسرائيلية أفيجدور ليبرمان، أن إجراء انتخابات مبكرة يعد بمثابة "الملاذ الأخير" وسط تصاعد حالة التوتر داخل ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكان وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، قال في وقت سابق، إن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يسعى لإجراء انتخابات مبكرة إذا استمر أعضاء التحالف الحاكم في المشاحنات علنا. فاتجه "الوطن" لمعرف سيناريوهات الانتخابات المبكرة للكنيست الإسرائيلي، ومن هم أصحاب المصالح في إجرائها أو البقاء في الائتلاف الحكومي، ومن هي الشخصيات التي سيبزغ نجمها على الساحة السياسية الإسرائيلية، ومن يطمع في منصب رئيس الوزراء خلفا لنتنياهو ومن يعد الأخطر على حزب الليكود وما هو موقف الأحزاب العربية في تلك الانتخابات. قال الدكتور حسن علي حسن، المترجم الإعلامي السابق للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة، أكد ل"الوطن" على صعوبة الحديث عن انتخابات مبكرة في إسرائيل حاليًا، وليس معنى أن هناك أصوات تنادي برحيل نتنياهو، بسبب المشاكل التي ورط فيها الحكومة، وأبرزها قانون القومية العنصري. وأضاف علي، قائلا :"تسيبي ليفني، وزير العدل والمسئولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، هاجمت القانون، وقالت إنه سيفقد إسرائيل أصدقائها، حيث إنها تتعارض مع ما يسمى بوثيقة الاستقلال"، مشيرًا إلى أن نتنياهو لم يوافق على الميزانية حتى الآن، على الرغم من ارتفاع الأصوات المطالبة بذلك. وأوضح علي، الذي كان يشغل مدير عام شبكة الإذاعات الموجهة، أن نتنياهو سيسرع بالتفاوض مع الأحزاب الدينية، حال خروج بعض الأحزاب من الائتلاف الحكومي. وعن وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان، رأى علي، أنه حتى الآن يقوم بخداع نتنياهو، ويظهر اتفاق حزبه "يسرائيل بيتنو" مع الليكود، إلا أنه يسعى لأن يكون الرجل الأول في الحكومة، و لا يكتفي بمنصب وزير الخارجية، حيث أن هناك من يعتبرون في الساحة السياسية الإسرائيلية أنه أكثر تصرفًا من رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو. وأشار إلى أن الأحزاب المتطرفة في إسرائيل، بدأ يعلو صوتها بالتوازي مع الأحزاب المعارضة ك"العمل" و "ميرتس" اللذان شعروا بعدم جدوى المعارضة في الكنيست، وبالنسبة للأحزاب العربية فهناك نظرة دونية لها في الكنيست على الرغم من أنها تهاجم الحكومة، وباقي القرارات التي يتم التصويت عليها. ومن جانبه رأى الدكتور جهاد الحرازين، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن الجميع يعلم بأن الحكومة الإسرائيلية كلما تجد نفسها في حالة من الأزمة، تلجأ إلى الهروب من هذه الأزمات، والاستحقاقات التي قد تترتب عليها، وخاصة من يعلم ما تعيشه دولة الاحتلال من العزلة الدولية . وأضاف الحرازين في تصريحات خاصة ل"الوطن" أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، جعل من إسرائيل تمر بأسوأ حالتها الدولية، الأمر الذي أدى إلى وجود مناوشات، واعتراضات من قبل اليسار الإسرائيلي. كما أن حالة الضغوطات التي تمارس من قبل اليمين الإسرائيلي المتطرف لاستمرار الاستيطان، والانتهاكات المتكررة للأرض الفلسطينية، والأماكن المقدسة الأمر الذي يدعو الحكومة اليمينية أن تلجأ إلى وسيلة الانتخابات المبكرة للهروب من كل تلك الضغوطات الواقعة عليها حاليا، خاصة أن عملية الانتخابات التحضير لها حتى إجرائها تحتاج إلى فترة زمنية تمتد إلى أربعة أشهر مما يعنى دخول كافة مراحل العملية السياسية، والضغوطات الدولية إلى حالة من الجمود، والتي تكون دولة الاحتلال قد قللت هذه الضغوطات، وهذا ثابت بالتجربة الكثير من المواقف، والتي وجدت من خلال رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين و ما تلاه من شبة حالة توصل إلى اتفاق بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس أبو مازن و رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت وتم تقديم موعد الانتخابات". وأشار إلى حظوظ الأحزاب العربية في انتخابات الكنيست حال إجرائها في وقت مبكر، قال الحرازين "عدد مقاعد تلك الأحزاب في الكنيست لا يتجاوز 12 مقعد، ودائما تكون أصواتها مغمورة بسبب تعمد الأحزاب الإسرائيلية اسكاتها عندما تدافع عن الفلسطينيين". وأكد الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، ل"الوطن" أنه من المبكر جدا الحديث عن انتخابات مبكرة في إسرائيلية، لكن المعركة في وجهة نظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث إنه سيتم مراجعة يوم الأربعاء القادم قانون "القومية" في الكنيست، ويوجد اعتراضات كثيرة على القانون من قبل العديد من الأحزاب، وممثلي الائتلاف الحكومي، وحتى الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز يعارض القانون، ووجه انتقادات لاذعة لنتنياهو وحكومته. وأضاف فهمي قائلا "على الرغم من الإشاعات الكثيرة التي يتم ترويجها إعلاميا من قبل يوسي بيلين، ونفتالي بينيت، فإنه لا يزال بنيامين نتنياهو هو القوة السياسية الأكبر في إسرائيل، حيث إنه قد لا يلجأ إلى انتخابات مبكرة، لكن سيقوم بتفكيك الائتلاف الحكومي عن طريق الاحلال والتجديد، بدخول عدد أكبر من ممثلي الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب "شاس"، والاحصائيات تقول حتى الآن أن نتنياهو إذا دخل بالليكود منفردًا في انتخابات سيحصل على 34 مقعدًا في الكنيست، وهذا ليس عدد بقليل لحزب يدخل بقائمته فقط، لكن هناك حزب ظهر حديثًا على الساحة السياسية الإسرائيلية، وهو حزب موشية كحلون، وزير الاتصالات السابق، وسيأخذ من شعبية حزب الليكود". وبالنسبة لصعود اليمين المتطرف على الساحة السياسية الإسرائيلية، رأى فهمي أن هناك اتجاه داخل الكيان الصهيوني يؤيد فكرة أنه في مقابل صعود داعش، وقيام دولة إسلامية فإن هذا يرتبط بدولة يهودية في إسرائيل ليحدث توازن في المنطقة. الدكتور خالد سعيد، الباحث بمركز الدراسات الإسرائيلية، أرجع تقديره لتأخير فكرة الانتخابات المبكرة في إسرائيل لستة أشهر أو أكثر إلى تأثر إسرائيل بالأوضاع الخارجية مثل الملف السوري، وتهديدات "داعش" التي بإمكانها أن تربك جميع الحسابات بالنسبة للأحزاب. وأضاف سعيد قائلا في تصريحات ل"الوطن" قائلا "يجب ألا ننسى أن الملف النووي الإيراني يتوازى مع الأحداث السياسية في إسرائيل، ومن المتوقع أن يصعد رئيس حزب "يسرائيل بيتنو"، أفيجدور ليبرمان، ورئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت ومن الممكن أن تقل عدد مقاعد حزب "يش عتيد" برئاسة يائير لبيد ولن يختفى من على الساحة الإسرائيلية، حيث أن الفترة الذي ظهر فيها الحزب اعتمدت على النواحي الاقتصادية الاجتماعية، والظروف التي أنشأ من خلالها لا تزال موجودة".