"ليس كل ما يُعلن عنه يدركه الواقع".. هذا هو عنوان اليوم بعدما تأهب الشعب المصري إلى حدوث المظاهرات الحاشدة التي انطلقت اليوم تحت عنوان "انتفاضة الشباب المسلم"، ولم تكن جميع المناطق على قدر أحداثها السابقة ولا أتت ثمار ما كان متوقعًا اليوم. أسدلت "الجبهة السلفية" الستار على اليوم ببيان قالت فيه إن هناك خذلان من قيادات القوى الإسلامية التقليدية لقواعدها وإصرارها على عدم الارتقاء لطموح عموم الحركة الإسلامية وتطورات الواقع، معتبرة أن انتفاضتها على حد زعمها نجحت نجاحًا كبيرًا. إبطال مفعول قنابل والقبض على عدد كبير من أنصار الإخوان، عنوان مناسب لأحداث اليوم، الذي بدأت فعالياته عندما نجحت قوات الأمن في تفكيك قنبلة بدائية الصنع بمحافظة الفيوم، في نفس الوقت الذي نجحت فيه قوات الأمن بكفر الشيخ بفتح الطريق الدولي "كفر الشيخ - بلطيم"، من أمام مركز الرياض، بعد قطعه من قبل متظاهرين تابعين لجماعة الإخوان، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء، لتفريق المتظاهرين. وحلقت طائرات تابعة لقوات الجيش الثاني الميداني في سماء المجرى الملاحي لقناة السويس، مع الساعات الأولى لصباح اليوم، كتأمين احترازي بعد دعوات التظاهر، فيما تمكنت المباحث الجنائية بمحافظة الغربية، بالتنسيق مع ضباط جهاز الأمن الوطني، من القبض على 4 من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، منتمين لجماعة "الإخوان"، وبحوزتهم منشورات مناهضة للجيش والشرطة، والتحريض على المشاركة في مسيرات 28 نوفمبر. والحدث الأبرز اليوم هو مقتل ضابط وإصابة مجندين بالجيش إثر إطلاق النار عليهم بطريق جسر السويس، وبحسب مصدر أمني فإنه تم استشهاد عميد بالقوات المسلحة برصاص مجهولين في شارع جسر السويس بالقاهرة، أثناء مروره على الخدمات للتأكد من تأمين المنطقة، بينما أصيب عريف ومجند كانا يرافقانه، كما أصيب ضابط بالقوات المسلحة برتبة مقدم في هجوم مسلح عليه، أثناء مروره على الخدمات في منطقة أبوزعبل بالقليوبية". محافظة القليوبية، كانت شاهدة على حادث إرهابي آخر حيث استهدف مجهولون سيارة تابعة للجيش، كانت تقل عقيد جيش ومجند أثناء ذهابهم لوحدة عسكرية على طريق ترعة الإسماعيلية بأبو زعبل، وعلى الفور، انتقلت أجهزة الأمن وطوقت الشرطة العسكرية المكان، وقامت بسحب السيارة التابعة للجيش ونقل المصابين لمستشفى كوبري القبة العسكري. وأفاد شهود عيان من أهالي منطقة مصر الجديدة، قبل صلاة الجمعة، سماعهم دوي انفجار من ناحية تقاطع الخليفة المأمون مع شارع المرغني، فيما أبطلت الأجهزة الأمنية بالشرقية، في الوقت نفسه، مفعول عبوة ناسفة بدائية الصنع، وضعها مجهولون بجوار كشك كهرباء بالقرب من إستاد جامعة الزقازيق، كما قام مجهول بزرع قنبلة داخل لوحة إعلانات في منطقة روكسي، أدت إلى تحطم اللوحة، ولم تسفر عن أي خسائر بالأرواح. وفي الشرقية أصيب ضابط وشرطيين بشظايا في الجسم، اليوم، إثر انفجار قنبلة بدائية الصنع بجوار كوبري سوارس بمدينة أبوكبير، وفي منتصف اليوم أعلنت وزارة الصحة والسكان ارتفاع ضحايا أحداث، اليوم، إلى حالتين وفاة و14 مصابًا، وقال الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث باسم الوزارة، إن الوفاة الأولى لضابط جيس بجسر السويس، والثانية لمواطن بالمطرية، بينما 6 حالات إصابة جاءت بمحافظة الشرقية. "المطرية": عنوان اشتباكات مظاهرات كل جمعة تقريبًا، اعتادت منذ بدء المسيرات التي دعا لها تحالف دعم الشرعية حتى "انتفاضة الشباب المسلم"، على سقوط قتلى أثناء التشابك مع قوات الأمن، ومثلما فقدت في ذكرى فض رابعة 6 أشخاص وإصابة آخرين، فقدت اليوم اثنين أحدهما عميد شرطة، على خلفية المسيرات التي خرجت من مسجدي "النور" و"النور المحمدي"، عقب صلاة الجمعة. منطقة المطرية من معاقل جماعة الإخوان خاصة بين أطراف المنطقة القريبة من عين شمس والزيتون، إذ قالت وزارة الداخلية، إنه تم رصد تجمع حوالي 400 من أنصار تنظيم الإخوان بمنطقة المطرية، وجارٍ التعامل معهم، وتم القبض على 12 متظاهر بينهم عضو في كتائب حلوان الإرهابية. عين شمس هي الأخرى شهدت مسيرة لجماعة الإخوان وأنصارهم حملوا فيها المصاحف وشعارات رابعة، قبل أن تقوم قوات الأمن بتفريقهم، فيما نجحت قوات الأمن في إلقاء القبض على العشرات من انصار الإخوان في مختلف المحافظات وصل عددهم مع اقتراب نهاية اليوم بحسب غرفة عمليات مركز معلومات مجلس الوزراء، 107 عنصرا إرهابيا بجميع المحافظات، بالإضافة إلى إبطال مفعول العديد من العبوات الناسفة والقنابل اليدوية. الإسكندرية: لا عنف دون اشتراك الإسكندرية به، وهي محطة استقبال المصابين والقتلى في كل فعاليات التظاهر التي تشهدها، بعدما وقع اليوم 20 مصابًا، وتوفى شخصين فقط حتى الآن، وفقًا لوزارة الصحة، بعد اعتيادها، وتم القبض على 25 إخوانيًا شرق الإسكندرية، وضبط 10 من الإخوان في اشتباكات مع الشرطة ب"أبو سليمان". الإسكندرية بلد النقيضين، بعدما خرج المئات في "انتفاضة الشباب المسلم"، وآخرون من مؤيدي الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمحيط مسجد القائد إبراهيم، وسط تواجد أمني مكثف، كما أصيب ملازم أول بالقوات المسلحة بجروح خطيرة إثر إطلاق النار عليه من بناية في الإسكندرية. الجيزة: تأهبت قوات الأمن وكثفت من تواجدها، وانتشرت في كرداسة وناهيا وشارع الهرم، وتم نشر عدة أكمنة ثابتة ومتحركة بمحيط تلك المناطق، فيما أغلقت الطرق المؤدية إليها تحسبًا لتظاهرات الإخوان، وتفقد الدكتور علي عبدالرحمن، محافظ الجيزة، الأوضاع أمام قسم الطالبية والمناطق المحيطة به، مؤكدًا على استقرار الأوضاع. وشارك الملثمون في مظاهرة تضم المئات، استطاع الأمن فضها وإغلاق شارع الهرم بشكل جزئي أمام قسم الطالبية، ومنعت مرور حركة السيارات إلا من حارة واحدة، وفرضت كردونًا أمنيًا أمام القسم تحسبًا لأي مظاهرات، كما انتشرت 5 سيارات انتشار سريع تابعة للجيش والشرطة بتمشيط شارع الهرم، فيما تواجدت مدرعتين للأمن المركزي أمام شارع العريش إلى جانب سيارات المطافئ والإسعاف لضبط أي تظاهرات. حلوان: حالة من الهدوء شهدتها حلوان، فيما عدا بعض المظاهرات التي خرجت عصرًا، ونجح خبراء المفرقعات في إبطال مفعول عبوة ناسفة بحدائق حلوان، كما فض الأمن مظاهرة لعناصر الإخوان بمنطقة عرب غنيم غرب حلوان، بعد اشتباكهم مع الأهالي، واستخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. الفيوم: رغم التواجد الكثيف للإخوان بمحافظة الفيوم، إلا أنها شهدت أحداثًا غير ملحوظة اليوم، في حين واصلت دوريات الجيش الثاني الميداني والشرطة، تفقد شوارع المحافظة، للاطمئنان على مدى استتاب الوضع الأمني بالمدينة، واحتشد العشرات بميدان الساعة لدعم الجيش والشرطة في حربهم ضد الإرهاب، مقيمين احتفالًا رفعوا خلاله أعلام مصر والرئيس عبدالفتاح السيسي، كما جابت سيارات ربع نقل شوارع المدينة، وارتفعت نغمات أغنية "تسلم الأيادي"، وعليها تعالت هتافات الأهالي "الجيش والشعب أيد واحدة"، ونجح خبراء المفرقعات في تفكيك قنبلة بدائية الصنع. محافظات الصعيد: تكاد تخرج محافظات الصعيد من الصورة اليوم، بعدما خلت من الأحداث المشتعلة إلا في واقعتين بالمنيا، الأولى حاول فيها مجهولون إحراق 5 متاجر يملكها أقباط من ملوي، ولم تلبث مسيرة للإخوان في الانطلاق حتى فرقتها قوات الأمن. فيما سادت شوارع أسيوط حالة من الهدوء، وسط استنفار أمني بجميع الميادين، وعززت قوات الأمن من تواجدها بمحيط ديوان عام المحافظة، ومديرية الأمن، والمقرات الشرطية، والدواوين الحكومية، ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، وسجن أسيوط العمومي، كما قامت بإغلاق الطريق أمام مديرية الأمن، ومبنى المحافظة، وأمام جهاز الأمن الوطني، مع تفقد اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط، بعض الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة للقوات المسلحة والشرطة.