سكان العالم ما يزالون يعانون من تفشي فيروس كورونا المستجد لينضم فيروس جديد إلى قائمة معاناتهم، إذ أعلنت وكالة الأمن الصحي البريطاني أمس، عن رصد أول إصابة بفيروس جدري القرود في إنجلترا، مشيرة عبر موقعها، أن المريض كان مؤخرًا في زيارة إلى نيجيريا، ومن المحتمل أن تكون العدوى انتقلت إليه هناك قبل العودة إلى بريطانيا. أكدت وكالة الأمن الصحي البريطاني، أن المريض يتلقى العناية الطبية اللازمة في وحدة الأمراض المعدية بمؤسسة «جاي أند سانت توماس» التابعة للهيئة الوطنية للصحة البريطانية في لندن، محذرين كل الأشخاص الذين تعاملوا بشكل مباشر مؤخرا مع المصاب بجدري القرود التوجه إليهم فورًا، كإجراء احترازي لمنع انتشار العدوى بشكل أكبر. واتضح خلال دراسة أجرتها مجلة «sanjosespotlight» المهتمة بالبحث في الأمراض المعدية أن «جدري القرود» هو عدوى فيروسية نادرة لا تنتشر بسهولة بين البشر، وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، إلا أنها قد تتسبب أحيانًا في الموت. أسباب انتشار فيروس جدري القرد ومن جانبه علق الدكتور «أحمد شاهين» أستاذ علم الفيروسات بجامعة الزقازيق، على هذه الحالة، قائلًا إن جدري القرود هو مرض نادر تم اكتشافه للمرة الأولى في القرود، إلا أنه على الرغم من اقتران اسمه بالقرود، فهو يصيب حيوانات ثديية أخرى كذلك مثل السناجب والجرذان، كما قد يصيب البشر. وأضاف «شاهين»، في تصريح ل«الوطن»، أن فيروس جدري القرود ينتقل إلى الإنسان من القرود عبر التلامس أو الجهاز التنفسي، وهناك بعض الحالات يمكن أن تنتقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان، ومنها حسب تعبيره: «في حالة وجود قرد مصاب وسقط لعابه على يد من يطعمه ينتقل الفيروس». لقاح منذ الطفولة وأوضح أستاذ علم الفيروسات بجامعة الزقازيق، أن هناك عوامل تحدد مدى خطورة الإصابة منها فترة حضانة الفيروس داخل الجسم خلال عدد من الأيام، لتظهر بعدها عدة أعراض، والتي تشمل ارتفاع درجة الحرارة وصداع وآلام في الجسم ثم طفح جلدي عبارة عن حبوب حمراء وبثور عليها قشرة ومن الممكن أن تتسبب في إسالة الدم. مؤكداً، على خطورة المرض وسرعة تفشيه بين الناس، إلا ان ما يطمئن في الأمر هو حصول المصريين على لقاح مضاد لفيروس جدري القرود أثناء فترة الطفولة. ومن جانبه قال الدكتور محمد شلبي، استشاري أمراض جلدية وتجميل ل«الوطن»، أنه قد يظهر الطفح الجلدي في بداية الإصابة تتراوح بين يوم واحد إلى 3 أيام، ويبدأ الطفح على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم و يتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من بقع ذات قواعد مسطحة إلى حويصلات صغيرة مملوءة بسائل، قد تحتاج 3 أسابيع لكي تختفي تماماً. وأضاف، أن سرعة الذهاب إلى الطبيب بعد ظهور هذه الأعراض تسهل من عملية الشفاء، خاصة أن المريض المصاب بجدري القرود يتفاعل جلده بصورة مبالغ بها تجاه ما يتعرّض له من المواد الخارجية فيتسبب بالحكة والخدوش أكثر من الطبيعي.