بدأت أول انتخابات رئاسية حرة في تونس بالاختزال في مرشحين لهما وجهات نظر متباينة حول ثورة، أحدثت تحولا في هذه البلاد التي كانت تحكمها الديكتاتورية. المرشح الواضح الأوفر حظًا في انتخابات، الأحد، هو السياسي المحنك الباجي قائد السبسي، الذي يخوض حملته لاستعادة نفوذ الدولة في مواجهة الفوضى التي أعقبت الإطاحة بزين العابدين بن علي في 2011. ومن بين نحو عشرين مرشحًا آخرين، من المرجح أن يكون المرشح الذي يجري الإعادة مع السبسي هو الرئيس الحالي المنصف المرزوقي، وهو مدافع قديم عن حقوق الإنسان سجن في عهد النظام القديم ويعد رمزًا للثورة. وتمثل انتخابات الرئاسة في تونس المرحلة الاخيرة في تحول مرهق وصعب للديمقراطية منذ أطاح التونسيون بابن علي في يناير 2011 ليشعلوا احتجاجات الربيع العربي التي أطاحت بحكام مستبدين في أنحاء الشرق الأوسط، واتسمت الفترة التي اعقبت سقوط الديكتاتورية في تونس بالاضطرابات الاجتماعية والهجمات الإرهابية والتشاحن السياسي. وتعد تونس هي الوحيدة من دول الربيع العربي التي أبقت على تحولها الديمقراطي على مساره كما دأبت الأحزاب السياسية المتصلبة على التوصل إلى توافقات. وسوف يخدم رئيس تونس الجديد لمدة خمس سنوات ويدير شؤون الدفاع والشؤون الخارجية، ومع عدم حصول السبسي أو المرزوقي على ما يقارب الخمسين في المائة المطلوبة للفوز المباشر في الاستطلاعات، من المرجح أن تشهد الانتخابات إعادة في 28 ديسمبر.