سُرقت «زهرة الخشخاش» من متحف «محمود خليل» قبل أعوام فتعرّف المصريون على «ڤان جوخ» وما كان ينبغى لأحدٍ ألا يعرف هذا العظيم! وبالأمس تسبب مانشيت مفبرك فى انتباه الكثيرين للروائى «چورچ أورويل»، وروايته! وما كان لأحد ألا يعرف هذه الرواية المهمة! لهذا كتبتُ بتاريخ 30-8-2010 مقالاً عنوانه «شكراً للصّ زهرة الخُشخاش»، أقدم له الفضل فى اهتمام الشعب بالفن التشكيلى، ولو لبرهة، مثلما أشكرُ الآن الفبركة الصحفية التى سلطّت الضوءَ على رواية «1984»، أو «الأخ الأكبر» (كما يروق لى أن أسميّها، وكما كنت سأعنونُها لو كنتُ مؤلفتَها)؛ بعدما زعمت المانشيتات أن طالباً أُلقى القبض عليه بسبب حيازتها!! ورغم أن المباحث العامة أوضحت أن سبب توقيف الطالب هو قيامه بتصوير قوات الأمن الموجودة لتأمين جامعة القاهرة، ورغم أن الرواية كانت وحسب ضمن أحراز عديدة وُجدت مع الطالب منها موبايلات وفلاشات كمبيوتر ومنشورات تحريضية من داعش، ورغم أن الطالب قد أُخلى سبيله بعد ساعات، فإن هذه الفرقعة كانت «سبوبة كويسة» للذين يعانون من الفراغ والبلادة، سواء على فيس بوك أو على الشاشات. والشاهد أن «كل» ما يتم ضبطه مع الموقوف يُسمى فى القانون «حِرْزاً»، ولو كان «كيس شيبس» أو «ساندوتش» أو كتاباً. لهذا بوسع أحد هواة المانشيتات «المفبركة» أن يكتب: «القبض على طالب بسبب ساندوتش طعمية ساخن»، كما نقرأ كثيراً فى الصحف «الخايبة»: «عامل يقتل زميله بسبب 3 جنيهات!». لهذا تلقّف الخبرَ الكوميدى مذيعٌ «ربعاوى» من أولئك الحالمين بطرْق باب «جزيرة» قطر أو «شرق» تركيا لينهلوا من ريالات هذه ودولارات تلك، عن طريق بيع كرامتهم وإهانة وطنهم الطيب: «مصر». اتصل بى معدٌّ وأنا فى السيارة؛ وطلب منى تصريحاً حول رواية أورويل، فسألته: «أى قناة؟» فقال بارتباك: «الحدث». سألتُ صديقتى: «تعرفى قناة بالاسم ده؟!» فنفت. انقطع الخط، واتصل ثانية قائلاً: «برنامج مكملين»، فسألته مجدداً: «دى نايل سات؟» فلم يُجب وأدخلنى مباشرة على الهوا. سألنى المذيعُ عن توقيف الطالب، فأخبرته أنها فرقعةً إعلامية والرواية تتحدث عن الحكم الشمولى بعد الحرب العالمية الثانية بشكل عام، والشيوعى خاصة، فظل يقاطعنى ويهاجم الجيش المصرى بأسلوب فجّ! بدأتُ أشكُّ فى الأمر؛ فسألته: «أنا سألت المعدّ عن قناة الحدث دى ومجاوبش!)، وطبعاً، شكرنى المذيع وأنهى المداخلة. ومن ضمن جهالات الأخ المذيع قوله إن الرواية كُتبت عام «1984»!! أى كتبها أورويل من السماء؛ لأنه رحل عام 1949، بعد عام من كتابتها! فكتبتُ على صفحتى أسأل قرائى: إيه قناة «مكملين» دى؟ إخوانية والا تبع قطر ولا حكايتها إيه؟ عملوا معى مداخلة تليفونية دلوقت حول رواية چورچ أورويل. المذيع يقاطعنى ويضع «كلام خايب» على لسانى! ولما أوقفته عند حده وقلت له أنت تسأل وتجيب!!! ثم فاجأته بسؤال هى القناة دى تبع مين بالظبط؟! أنهى المداخلة! الأول كذبوا وقالوا اسمهم «قناة الحدث»، وبعد شوية قالوا «مكملين». يتنفسون كذباً!! فأخبرنى قرائى أنها قناة إخوانية!! أولئك البائعون أوطانهم، دائماً يبحثون عن رموز وطنية شريفة لكى تتلوث بدنسهم، فيخفّ شعورُهم بالخيانة. لهذا ظلّ فريقُ عمل «معتز مطر» بقناة الشرق التركية المناهضة لمصر يتصل بى فترة طويلة ليُغرينى بمقابل مادى سخى مقابل سفرى لتركيا وظهورى فى هذه القناة المشبوهة، لكننى رفضتُ. السؤال: «مكملين إيه بالظبط؟ خراب وخيبة وخيانة؟! أما آن أن يرعووا؟!