بسم الله الرحمن الرحيم (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) صدق الله العظيم. كان من المفترض أن أتحدث اليوم عن ثالثة القضايا القومية التى يجب الاهتمام بها لنستعيد نهضتنا الاقتصادية والثقافية العريقة كقوة إقليمية مؤثرة فى منطقة الشرق الأوسط فى وقت قياسى نتيجة ما تمر به منطقتنا من مخاطر وأطماع وتهديدات. إلا أن العمل الإرهابى الغادر، الجبان، الخسيس الذى تعرض له أولادنا وإخوتنا جنود قواتنا المسلحة الباسلة يوم الجمعة الماضى بمحافظة شمال سيناء هو الذى دعانى إلى تأجيل الكتابة فى هذا الملف. فمع كل شهيد يلبى نداء ربه وينال الشهادة أثناء تأديته مهامه بكل تفان وإخلاص فى خدمة الوطن يزداد إصرار وتصميم وإيمان مصر قوة وتحدياً وعزماً على اجتثاث الإرهاب من جذوره. حتماً ستجتاز مصر، كعهدها بأبنائها وعطائهم وتضحياتهم على مر التاريخ، ما تمر به، وستقتلع جذور الإرهاب من كافة ربوعها، حتى يأمن كل مواطن مصرى على حاضره ومستقبل أبنائه، إنها مسألة وقت ليس أكثر. وحتى لا ننسى، فإن القوات المسلحة المصرية الباسلة ضاربة فى أعماق التاريخ بخير أجناد الأرض مصنع الرجال، مدرسة الوطنية المصرية العريقة وحصنها المنيع، عرين الأبطال، درع الوطن وصمام الأمن والأمان لمصرنا الحبيبة، خاضت حروباً كثيرة من أجل الأرض والعرض والشرف والأمان، ضحى رجالها بأرواحهم ودماؤهم فداء للوطن وسلامة أرضه الطاهرة ليفتدوا أرواحنا، أقسموا على تأمين وحماية الوطن بكل شجاعة وشرف، يواصلون الليل بالنهار ليحافظوا على حدود الدولة فى مواجهة كل قوى البغى والعدوان، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه أوفياء للمسئولية الوطنية التى يحملون أمانتها، يعاونون جهاز الشرطة المدنية فى تأمين الجبهة الداخلية وحماية المنشآت والأهداف الحيوية، ملتزمين بالتدريب المستمر ورفع الكفاءة القتالية، وفى ذات الوقت ينجزون المشروعات التى تخدم القطاعات المدنية ويشاركون فى تنفيذ خطط التنمية. فهم، وبلا منازع فى ذلك، جيش وطنى حافظ على مصر فى أصعب اللحظات، وكانوا على قلب رجل واحد فى تحمل المسئولية الوطنية المكلفين بها، إنهم (فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى). كل التحية والتقدير لأسر الشهداء ومصابى العمليات الذين روت دماؤهم الزكية تراب الوطن وضربوا ببطولاتهم وتضحياتهم أروع الأمثلة للدفاع عن وطنهم والزود عنه بإنكار فريد للذات وإيمان لم يتزعزع بقدسية المهمة المكلفين بها من أجل حماية أمن مصر القومى والحفاظ على وحدة المجتمع وتماسكه فى مواجهة قوى التطرف والإرهاب وعودة الأمن والاستقرار لأبناء الشعب المصرى. تحية تقدير وإعزاز إلى رجال القوات المسلحة والشرطة المدنية المخلصين الأوفياء لمهامهم الوطنية التى كلفهم الشعب بها للحفاظ على الأمن والاستقرار بكل عزيمة وإصرار وفخر واعتزاز. ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. فمصر العريقة الخالدة ستهزم الإرهاب، وستخرج من الظرف الراهن أقوى مما كانت عليه قبلها وأكثر ثقة وتماسكاً واستقراراً وستظل هى الباقية فوق الجميع وطناً حراً وآمناً لجميع أبنائه، أبى من أبى، وشاء من شاء. اللهم احفظ مصر وأعزها وانصرها واجعلها آمنة مطمئنة مستقرة، اللهم اجمع كلمتنا على كلمة سواء على الحق والإيمان والتوحيد، اللهم من أرادها بسوء فاجعل كيده فى نحره. حفظ الله مصر وشعبها الأبى العظيم وجيشها الباسل.