المبدع، هو من يصنع عالما لا مثيل له من فن أو فكر أو عمل، فيأتي بشيء متقن ومتميّز عن كلّ ما سواه، ومن الأبداعات التى جمل بها الإنسان هذا العالم فن الكتابة الأدبية، فهي لا تصبح إبداعًا إلا إذا انطبعت بروح الكاتب. الكتابة لا تجني المال، على عكس الطب الذي يطمح فيه الكثير للالتحاق به، وربما لا نستطيع أن نحصي عدد الأمهات التي تطمح أن يدرس أولادهم طب، لكن ما يختار الإنسان يطغى على ما قد يختاره الناس له، حيث دخل الكثير في مجال الطب، وتحول بعدها إلى الكتابة بعد اكتشاف موهبتهم وقدرتهم على الإبداع. الدكتور مصطفى محمود، طبيب وكاتب مصري معروف، درس الطب وتخرج منه بدرجة التفوق، وتخصص في جراحة المخ والأعصاب، ولقب في فترة دراسته "المشرحجي" لبقاءه ساعات كبيرة في المشرحة أمام الموتى متسائلًا عن سر الحياة، وعمل في مجلة روز اليوسف فترة بعد تخرجه ونشر له قصص قصيرة، وبعدها أصدر الرئيس جمال عبدالناصر، قرارًا بمنع الجمع بين وظيفتين، حيث كان الدكتور مصطفى محمود يجمع بين عضوتي نقابة الأطباء والصحفيين، وفضل في وقتها الكتابة الأدبية وحرمان نفسه من ممارسة الطب. ميخائيل بولجاكوف، ولد بمدينة كييف في أوكرانيا، وتخرج من كلية الطب عام 1916، وعمل طبيبًا عسكريًا في الجهة الروسية النمساوية، بعد قيام ثورة أكتوبر وانتهاء الحرب الأهلية، وانتقل إلى موسكو ليترك الطب وينتقل للعمل في صحيفة "ترود" بروسيا لفترة طويلة، ونشر الكثير من القصص القصيرة والروايات، وعشق المسرح، ويعتبر من مشاهير الكتاب الروس. الأديبة نوال السعداوي، طبيبة وناقدة وكاتبة روائية مصرية، ولدت في العباسية 1930، وحصلت على بكالوريوس في الطب والجراحة، وتخصصت في الأمراض الصدرية، بعد عملها كطبيبة في القصر العيني، وفصلت بسبب آراءها الجريئة، وظهرت قدرتها الأدبية في الكتابة منذ مرحلة الثانوية، فقدمت للمكتبة أربعين كتابًا ما بين الرواية والقصص القصيرة والدراسات الفكرية في مجال الأدب والأبداع والسياسة والأخلاق والدين، وترجمت أعمالها إلى ثلاثين لغة، لتحصل على جوائز أدبية ودكتوراه من عدد من جامعات العالم. جون كيتس، خريج كلية الصيدلة من مواليد 1795 في إنجلترا، فقد والديه وربته جدته، وقامت بسحبه من المدرسة في سن الخامسة عشر، ليبدأ التعلم في مستشفى لندن، لكنه تركها بعد حصوله على شهادة في الصيدلة، ليتجه إلى تحقيق ما طمح به، وهو كتابة الشعر، لينشر مجلده الشعري الأول عام 1817. أوليفر ويندل هولمز، طبيب أمريكي بدأ في دراسة الحقوق، وتحول لدراسة الطب في كلية بوسطن، وتخرج بدرجة الماجيستير من جامعة هارفارد، وقضى الكثير من حياته كأستاذًا في التشريح، لكن اهتمامه وحبه للأدب، جعله ينشر مقالات عن علم النفس والأوبئة إلى جانب الأدب النقدي.