انتقد الدكتور أحمد صالح، عالم المصريات، نقل مومياء الملك توت عنخ آمون من تابوتها ووضعها ب"فترينة" زجاجية داخل الغرف الأمامية بالمقبرة في الأقصر، ما نتج عنه أضرار بالغة أصابت المومياء منذ نوفمبر 2007، مطالبًا بمحاسبة المتسبب في نقل مومياء الملك الشاب. وأضاف "صالح"، أن موافقة أعضاء اللجنة الدائمة للآثار المصرية في اجتماعهم الأخير على نقل مومياء توت عنخ آمون إلى مقبرته الأصلية، وعودته إلى تابوته الذهبي للحفاظ عليه، جاء بعد حملة التشويه والتزوير المتعمدة للحضارة المصرية، خصوصًا بعد ما نشرته مؤخرًا صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الملك الشاب يتمتع بجسد أنثوي ناتج عن زواج أخ وأخت، وهو ما وصفه بغير الصحيح، مؤكدًا أن قرار النقل سيساهم في الحفاظ على حالة المومياء المتدهورة. وأشار إلى أنه قاد معركة شديدة الضراوة عام 2007 مع المسؤولين بالمجلس الأعلى للآثار آنذاك، لمنع نقل الملك توت عنخ آمون من مقبرته الأصلية، خصوصًا وأن "الفاترينة" التي نقل لها بناءً على تقارير رسمية غير مطابقة لحفظ المومياء، ما يؤدي إلى تدهور حالة المومياء، وهو ما أثبتته السنوات، لافتًا إلى أن نقل المومياء من تابوتها إلى "الفاترينة" بعد أكثر من 80 عامًا لم يكن قرارًا مدروسًا، ما جعل حالة المومياء تصبح في مهب الريح، حسب وصفه. وتابع أن المومياء عانت كثيرًا في تلك البيئة غير الصالحة، لاسيما وأن متوسط درجة حرارة وادي الملوك بالأقصر تزيد عن 37 درجة مئوية، كما أن عدد زوار المقبرة كبير، ما يؤدي إلي ارتفاع الرطوبة لتصل إلى أكثر من 80% رطوبة، وهو ما آثر بالسلب على المومياء. وكشف أنه على الرغم من أن مستندات المجلس الأعلى للآثار عام 2007 أكدت الحالة الخطيرة التي تحيط بمومياء الملك توت عنخ آمون، وأن "الفاترينة" الزجاجية غير مطابقة للمواصفات، إلا أن المسؤولين بالآثار وقتها أصروا على قرار النقل.