رصاصات تغادر فوهة البندقية صوب صدور بشرية، تحصد الأجساد وتستهدف الأرواح، دوي انفجار تتصاعد منه ألسنة الدخان حاملة معها أرواحًا طاهرة، جرائم الإرهاب التي ترتكبها أيدي القتلة بحق الأبرياء باتت تمزج دموع الحزن بضحكات الشماتة. في الوقت الذي يملأ النحيب أرجاء بيوت وقرى ضحايا حوادث الغدر، يجلس أشخاص يتبادلون التهاني والابتسامات شماتة منهم في مشهد جثث جنود مصر، أحزان الموت التي يقابلها الإرهابيون بسعادة في الموت أيضًا.. تجاوزت كل حوادث الإرهاب والغدر السابقة لحادث سيناء الأخير وأسر الشهداء إلى ضمائر ومشاعر المواطنين، فالأسى الذي تخلفه أنباء ضحايا التفجيرات وأعدادهم سكن وجدان المواطنين وأخرجهم عن مشاعرهم وصمتهم تجاه تنظيمات العنف والقتل، هذا الشعور يترجمه حديث خالد داوود قائلًا: "محدش يحس بالنار غير اللي ينكوي منها وأهالي العساكر اللي بتموت ضحايا برضه". "داوود" يؤكد أن حوادث القتل تحرِّك مشاعر كل إنسان "ناس بتبكي على عيالها وناس تانيين بيبكوا على البلد"، أشرف أمين، يتحدث عن ألم فراق أحد أقاربه ضمن حوادث الإرهاب "إحنا هنا حياتنا جحيم والإرهابي بيضحك ومبسوط"، مشددًا على ضرورة البحث عن هؤلاء الإرهابيين وقلب حياتهم إلى جحيم مثل بيوت الضحايا التي غمرها السواد- وفقًا له، مضيفًا: "كل واحد قتل أو خرَّب أو عمل حاجة وحشة في حق البلد والشعب لازم تخلص منه".