يطارد الموت التلاميذ بالغردقة بعد أن أصبحت مدارسها سلخانات لذبح التلاميذ الذين هم فى عمر الزهور، وصدر لعدد منها قرارات إزالة، لكنها لم تنفذ. «الوطن» اخترقت أسوار المدارس بمدينة الغردقة حتى تدق ناقوس الخطر قبل أن تحدث كارثة جديدة يروح ضحيتها أحد أبنائنا من تلاميذ المدارس بسبب الإهمال. وقد حصلت «الوطن» على مستند خطير خاص بقرار إزالة صادر لمدرسة الغردقة الابتدائية منذ عام 1993، لوجود خطورة بالغة على حياة التلاميذ، وذلك بعد أن أصابت الجدران شروخ عميقة، وأصبح المبنى آيلاً للسقوط. يقول أحمد حسين، رئيس مجلس أمناء المدرسة، إن القرار لم ينفذ منذ عام 1993، وحتى الآن، والمبنى يتراقص، ويمثل خطورة داهمة على حياة أولادنا، وهم مهددون بالموت فى أى لحظة بسبب الإهمال الجسيم، مضيفاً أن الأبنية التعليمة تقف دائماً ضد أى قرارات إزالة، وكل قرار يصدر لا ينفذ، ويتم ترميم المدارس لأن حياة التلاميذ رخيصة جداً. اللواء أحمد عبدالله، محافظ البحر الأحمر، قال إنه شكّل لجنة برئاسة اللواء أحمد قريش، رئيس المدينة، لفحص المدرسة ومراجعة القرار الصادر بشأنها فى عام 1993. ورغم تصريحات المسئولين، فإن المدرسة الأزهرية، معظم زجاجها محطم، وما زال عالقاً فى النوافذ، ما يمكن معه أن يسقط على أحد التلاميذ ويقتله مثلما حدث مع تلميذ «المطرية». وبالإضافة إلى أسوار المدرسة الأزهرية بشارع النصر، الآيلة للسقوط، فإن أعمدة الكهرباء التى توجد بالقرب منها أيضاً خطرة على الأرواح. يقول محمد رمضان، طالب أزهرى، إن الإهمال داخل المدارس الأزهرية بالغردقة واضح مثل وضوح الشمس للناظرين، وتحولت المدارس إلى خرابات بسبب إهمال المسئولين وتقاعسهم عن تطوير المنشآت التعليمية، لدرجة أن المدارس قسمت إلى مدارس للأغنياء وأخرى للغلابة والفقراء وهى الحكومية التى تعج بالإهمال والفساد. أما مدرسة الغردقة الابتدائية فإن بها كارثة، حيث إن سقف الدور الثانى آيل للسقوط، بسبب تساقط مياه الأمطار عليه، مما أدى إلى انهيار الطبقة الجيرية، وأصبحت مهددة بالانهيار فى أى وقت. وقال أحد المدرسين، رفض ذكر اسمه، إن هذا المبنى آيل للسقوط، وعلى الرغم من ذلك، يرفض المسئولون هدمه وتشييده مرة أخرى، خاصة أنه يمثل خطورة بالغة على أرواح التلاميذ. وأضاف أن الحمامات بالمدرسة قذرة، والقمامة تملأها، خاصة حول صنابير المياه التى يشرب منها التلاميذ. وقال تلميذ بالصف السادس الابتدائى ل«الوطن» إن المياه تأتى فى الصنابير ودورات المياه ضعيفة جداً، وفى الفترة الصباحية فقط، وهو ما يجعل الحمامات قذرة طوال اليوم الدراسى، وتنبعث منها رائحة قذرة للغاية تصل إلى فناء المدرسة، وهذه المدرسة بها مبنيان، الأول آيل للسقوط، والثانى مبنى جديد، والأخطر من ذلك أن إدارة المدرسة وضعت غرفة الكهرباء وسط الفناء دون أن تعزلها بعيداً عن التلاميذ.