سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نفوق مئات الأطنان من الجمبرى والأسماك ب«مثلث بحيرة المنزلة» أستاذ ب«بيطرى» الإسكندرية: التلوث السبب والجمبرى مصاب ببكتريا «zibrio».. و«الثروة السمكية»: ليس لدينا معلومات عن نفوقه
يعيش أكثر من 1500 من أصحاب المزارع السمكية، بمنطقة المثلث ببحيرة المنزلة، كارثة حقيقية، بعد نفوق مئات الأطنان من الجمبرى والأسماك بأحواضهم، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب زيادة معدلات التلوث بالبحيرة، ما كبدهم خسائر تقدر بملايين الجنيهات، وعرضهم لخطر الإفلاس والسجن لعجزهم عن سداد ديونهم. «الوطن» رصدت تفاصيل الكارثة البيئية التى ضربت البحيرة، والخسائر التى تكبدها أصحاب المزارع السمكية، بعد نفوق كميات كبيرة من الجمبرى وأسماك «اللوت» و«القاروص» و«الدنيس». «البحيرة تلوثت بسبب تصريف الصرف الصحى والصناعى.. واشتكينا للمسئولين، لكنهم عملوا ودن من طين والأخرى من عجين.. فحلت علينا الكارثة».. بهذه الكلمات بدأ محمد علاء، صاحب مزرعة سمكية، حديثه معنا حول الأزمة، مضيفاً: «أنا خسرت كل ما أملك، وأصبحت مديوناً، ولا أعلم كيف أسدد ديونى.. والمشروع سأقوم بإنهائه بعدما خسرت اللى وراى واللى قدامى». والتقط الرجل أنفاسه، قبل أن يضيف: العام الحالى كان كارثياً بشكل غير مسبوق، فقدت قبل أيام، 50 طن جمبرى داخل 30 حوضاً أمتلكها، بسبب تلوث مياه بحيرة المنزلة، واختلاطها بمياه الصرف الصحى والصناعى، وتجاهل هيئة الثروة السمكية عملية تطهير البحيرة. ويضيف «محمد»: قبلها وبالتحديد فى شهر يونيو الماضى، نفق عندى 30 طناً من سمك «اللوت»، لنفس الأسباب، ولم تفكر هيئة الثروة السمكية، فى اتخاذ أى إجراء لعلاج أزمة التلوث رغم تكرار شكوانا، طبعاً لأنى أنا فى النهاية من يتحمل الخسارة كاملة. وتساءل غاضباً: ما دور هيئة الثروة السمكية؟ ولماذا ترفع إيجار الأحواض بصفة دورية كل عام، دون الرجوع للمستأجرين، أو القيام بدورها فى حماية البحيرة من التلوث؟! والتقط بدوى التابعى، مستأجر مزرعة جمبرى، خيط الحديث، قائلاً: «فلوسى راحت، والجمبرى اللى زرعته فى شهور، كله مات»، مضيفاً: رغم مسارعتى بانتداب أطباء متخصصين، على نفقتى الخاصة، لإنقاذ الجمبرى، فإن كل محاولاتى باءت بالفشل. وانتقد «التابعى» هيئة الثروة السمكية، قائلاً: الهيئة لم تحرك ساكناً لمساعدتنا فى إنقاذ الجمبرى، وتعرضت لخسائر هائلة فى يونيو أيضاً، عندما نفق بمزرعتى 15 طناً من سمك «اللوت»، والآن أنا فى طريق لإنهاء نشاطى بعد الخسائر الفادحة التى تكبدتها. وطالب «التابعى» الحكومة بالتدخل ومساعدتهم لتجاوز خسائرهم، مشدداً على ضرورة تطهير بحيرة المنزلة وإغلاق مصارف الصرف الصحى والصناعى التى تصب مباشرة بالبحيرة. وحول السبب المباشر فى وفاة الجمبرى، يقول السيد فكرى، صاحب مزرعة سمكية: أخذت عينات من مياه البحيرة والجمبرى، وأجريت تحاليل على نفقتى الخاصة للكشف عن سبب نفوق الأسماك، وكشفت التحاليل عن إصابة الجمبرى ببكتريا «زيبريو» بسبب تلوث مياه بحيرة المنزلة. ما قاله «فكرى» أكده الدكتور رياض حسن خليل الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة الإسكندرية والمتخصص فى أمراض الأسماك والقشريات، قائلاً إن سبب نفوق الجمبرى يرجع لتلوث المياه، وارتفاع نسبة الأمونيا والمواد العضوية والمعادن الثقيلة فيها، وهو ما تسبب فى ضعف مناعة الجمبرى والأسماك، وسهولة إصابتها بالأمراض المختلفة منها ما هو بكتيرى وفيروسى وفطرى. وأضاف «خليل» أنهم قاموا بأخذ عينات من الجمبرى، وكشف تحليلها عن إصابته بأنواع عدة من بكتيرياzibrio، إضافة لأنواع مختلفة من الفطريات. بدوره، قال مصدر مسئول بهيئة الثروة السمكية بمحافظة دمياط، فى تصريحات ل«الوطن»، بعد تواصلها معه للتعليق على الأزمة، إن الهيئة لم ترد إليها أى معلومات حول نفوق جمبرى أو أسماك بالبحيرة، مكتفياً بتأكيد «التزامهم بالخطة الموضوعة لتطهير بحيرة المنزلة، خاصة أنه لا يمكن تطهير البحيرة دفعة واحدة».