يسعى المتمردون الشيعة من جماعة "أنصار الله" بعد تعزيز سيطرتهم على صنعاء، إلى مد نفوذهم إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي غربا وحقول النفط شرقًا استنادًا إلى مصادر متطابقة. وقالت وكالة أنباء"فرانس برس" الفرنسية، إن المسلحين يقيموا نقاط مراقبة في الشوارع الرئيسية للعاصمة "صنعاء" فيما يقوم آخرون بدوريات في عربات تعلوها رشاشات ثقيلة. ويريد المتمرودن الشيعة الذين يتحركون تحت مسمى "اللجان الشعبية" أن يكون لهم الحق في مراقبة مالية البلاد، ويقومون بمراقبة وتفتيش كبار موظفي وزارة المالية والبنك المركزي. وأقام المتمردون قضاءً موازيًا حيث فتحوا مؤخرًا في أحد أحياء غرب صنعاء "مكتب شكاوى" على شكل محكمة دينية يتولى الإشراف عليها كريم أمير الدين بدر الدين الحوثي، أحد أبناء أخوة زعيم التمرد عبد الملك الحوثي كما ذكر مسؤول محلي. وأشارت الوكالة الفرنسية، إلى أن المتمردين الحوثيين قبل هجومهم على صنعاء كان يتمركزون في صعدة، معقلهم في شمال اليمن الذي يشكل اليزيديون الشعية غالبية سكانه، إلا أنهم وضعوا مؤخرا نصب أعينهم كهدف السيطرة على ميناء الحديدة على البحر الأحمر حيث فتحوا الأسبوع الماضي مقرًا لهم. وقال مسؤول عسكري قريب من أنصار الله ل"فرانس برس" إن "الحديدة" مرحلة أولى في طريق توسيع وجودهم عبر اللجان الشعبية على طول الشريط الساحلي وحتى "باب المندب" على مدخل البحر الأحمر وخليج عدن. وأشار مصدر عسكري آخر، إلى أن "الحوثيين لديهم بالفعل بضعة آلاف من الرجال المسلحين في الحديدة ويطمحون إلى السيطرة على مضيق باب المندب إضافة إلى منطقتي دهوباب والمخا الساحلتين اللتين تجري عبرهما كل عمليات التهريب ومن بينها تهريب الأسلحة". وفي سياق آخر، يسعى المتمردون إلى التقدم باتجاه محافظة مأرب في الشرق ، آملين في التمكن بمساعدة القبائل الحليفة لهم من السيطرة على حقول النفط والغاز، ومحطة الكهرباء الرئيسية التي تغذي العاصمة، كما صرح مصدر قريب من حركة التمرد. من جانبه، أوضح زعيم قبلي، أن "هذا المشروع يواجه بمقاومة من قبائل مأرب المعادية للحوثيين مثل قبيلتي عبيدة ومراد اللتين حشدتا رجالهما"، مذكرا بأن قبيلتي "عبيدة"، و"مراد" انضمتا إلى قبائل الجوف (شمال مأرب) في المعارك ضد الحوثيين قبل ثلاثة أشهر".