قال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، إن بروتوكول التعاون الذي تم توقيعه بين الوزارة والتعليم العالي أمس، يعد عودة إلى ما قبل عقد السبعينيات من القرن الماضي، قبل أن تتعرض الثقافة بعد عام 1974 لعمليات همجية مسلحة بالجنازير التي أغلقت المسارح وحاربت الفنانين، بسبب الفكر الديني المتطرف والمنحرف. وأضاف عصفور، في كلمته عقب توقيع بروتوكول التعاون بين الوزارتين، "كنت أحلم أن تتوصل كل الوزارات المعنية بالثقافة وأن تتعاون معًا من أجل التنمية الثقافية، واليوم بدأت أحقق جزء من هذا الحلم بتوقيع مذكرة التعاون والتفاهم مع وزارة التعليم العالي، كسطر جديد للتحالف ضد الجهل والتعصب والتطرف بالجامعات"، مشيرًا إلى أن وزير التعليم العالي قادر على المشاركة في النمو الثقافي لتخطي هذه المرحلة الحرجة. وأوضح وزير الثقافة، أن التعاون بين الوزارتين يتضمن عدة مشروعات مشتركة، منها تطوير المقررات وتحديث التعليم المدني والثقافة المدنية؛ لبناء شخصية الطلاب وتعليمهم القيم الإيجابية المعزِّزة لروح الانتماء والمواطنة والتسامح والتنوع والحوار وقبول الآخر، فضلًا عن تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية في الجامعات والمعاهد العليا. وتابع، "إضافة إلى إطلاق حملة بالتنسيق مع الإدارات لتجميل الحرم الجامعي بالمقتنيات الفنية، واكتشاف ورعاية النابغين من الطلاب، والتعاون في مجال تفعيل الدور الثقافي لمكاتب ومراكز التمثيل الثقافي بالخارج لربط المصريين في الخارج بوطنهم، وتحسين صورة مصر في الخارج بما يتيح للبلاد أن تستعيد قوتها الناعمة على المستويين الإقليمي والدولي". واستطرد، "يتضمن بروتوكول التعاون المشترك أيضًا، تنفيذ برامج في مجال تنمية القدرات والموارد البشرية وإنشاء معهد متخصص في الإدارة الثقافية الحديثة؛ لتطوير قدرات العاملين بوزارة الثقافة وتوفير كوادر بشرية مؤهَّلة للعمل الثقافي، والتعاون في إعداد برامج دراسية متخصصة لتخريج محرِّكين ثقافيين على مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة في تشكيل وعي وحس ووجدان المواطنين".
