كان شغوفا بالمسرح، عاشقا له، مغرما بخشبته، ومخلصا لجمهوره، اعتبره بيته فلم يبخل عليه المسرح بالنجاح، ورغم أنّ العمل الفني يتشابه في التوحد مع الشخصيات التي يقدّمها الفنان، لكن السينما لم تغريه ولم يكن لها نفس المكانة التي تركها المسرح في قلبه، حيث كان الأخير بما كان يتميّز به من «رد فعل لحظي» المحبوب الأول في قلب الأستاذ فؤاد المهندس، الذي تحلّ اليوم الذكرى ال97 لميلاده. «أموال السينما» والمسرح لم يكن المهندس مغرما بالسينما، وأكد في أكثر من حوار له أنّ شارك بها إرضاء لزملائه من المخرجين، الذين لم يكن يحب أن يرفض لهم طلبا، وبينهم «نيازي مصطفى وفطين عبدالوهاب ومحمود ذوالفقار»، لكنه اعترف في حوار قديم لصحيفة الأحرار عام 1999، أنّ مشاركته في السينما كان سببها في بعض الأوقات، جلب المال من أجل الإنفاق على المسرح. «جلطة» العلاقة الوطيدة التي ربطت المهندس بالمسرح، لم تقتصر على النجاح الفني فقط، لكنها امتدت لأشياء غريبة، منها أنّها أنقذته من تبعات «جلطة» في القلب، تعرّض لها أثناء بروفات مسرحية «إنّها حقا عائلة محترمة»، التي قدّمها أمام الراحلين أمينة رزق وشويكار ومحمود الجندي. روى المهندس تفاصيل الواقعة، قائلا إنّه المسرح صاحب الفضل الأول عليه، حيث أُصيب ب«جلطة» أثناء بروفات «إنّها حقا عائلة محترمة»، ألزمته البقاء في إنعاش مستشفى القلب في إمبابة 21 يوما، وبعد خروجه نصحه الأطباء بأن يبقى في منزله طلبا للراحة، وألا يجهد نفسه في العمل على المسرح، الذي يتطلب مجهودا بدنيا وذهنيا كبيرا. فؤاد المهندس: راحتي في المسرح رفض فؤاد المهندس الالتزام بما أمره به الأطباء، وصمم على استكمال البروفات وافتتاح العمل، ف«راحته في المسرح»: «الدكاترة علقولي كاسيت جنب قلبي، وبعد 4 أيام من الشغل في المسرحية، اتفاجئت بيهم بيقولولي إنّ الجلطة اختفت تماما، وقتها عرفت إنّ شغفي بالمسرح وحبي له هو السبب». الجلطة لم تكن الأزمة الصحية الوحيدة التي ساهم المسرح في إنقاذ المهندس منها، حيث أنقذه المسرح أيضا من معاناته من «البواسير» و«الشرخ»: «كنت أشعر بآلام بشعة، واصطحبت معي إلى المسرح قطن وميكروكروم ومراهم لتخفيف حدة النزيف الذي كنت أعاني منه، فبمجرد رفع الستار، كانت آلامي تذهب والمعاناة تختفي، ثم يعود كل شيء لما كان عليه، بعد نزول الستار وانتهاء العرض».