لم يستسلم جاك ما، مدرس اللغة الإنجليزية البائس التعس، والذي مر بأوقات عصيبة بعد فشله في الالتحاق مرتين بالجامعة من خلال امتحانات القبول، التي لم يستطع اجتيازها عام 1984. مولده بمدينه يسكنها ما يقرب من 2.4 مليون شخص لم يخيب آماله في التربع على عرش "التجارة الإلكترونية"، ليمنح مدينته "هانجتشو" الصينية شرف إنجاب "أغنى رجال الصين"، والذي لم يتعلم من الكتب بقدر تعلمه من سياح بلاده. الصيني جاك ما، مؤسس ورئيس شركة "علي بابا" الصينية، عملاقة شركات التجارة الإلكترونية على مستوي العالم، بدأ حياته كمدرس بسيط للغة الإنجليزية، ولكنه استطاع أن يتحول بعد فترة قصيرة من مدرس بائس تعس، إلى عملاق التكنولوجيا وأغنى رجل في الصين. أسس "ما"، البالغ من العمر 50 عامًا، شركة "علي بابا" العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية، والتي تعد اليوم أكبر شركة للتجارة في العالم، وتتجاوز مبيعاتها السنوية 170 مليار دولار، ويعمل بها أكثر من 22 ألف موظف، ولها أفرع قد تتجاوز ال70 مدينة حول العالم. عمل الشركة يقوم على تسهيل التجارة الإلكترونية بين الأفراد والشركات والتجار على الصعيد العالمي والصيني. حققت الشركة إنجازات عدة، كان آخرها نجاح الشركة في طرح أسهم للاكتتاب للمستثمرين ببورصة نيويورك، جُمع من خلالها ما يصل إلى 25 مليار دولار، لتتربع على عرش أعلى اكتتاب حدث في التاريخ. أحب "جاك ما" اللعب بالسوق، فأطلق موقع إلكتروني تجاري "تاوباو"، لينافس موقع "إي- باي الصيني" عام 2003، وبعدها بعامين، اكتسب الموقع 70٪ من أسواق التسوق الإلكتروني في الصين، لينهار "إي باي"، ويعلن الموقع في 2006 نيته ترك السوق الصينية. فكرة بسيطة، طغى بها المدرس على العالم ليتربع على عرش المليارديرات، كان فحواها تدشين موقع لبيع مساحات الإعلانات الإلكترونية، يوفر الموقع للناشرين شراء مساحات إعلانية على مستوى "ياهو - علي ماما"، والتي تعد أحد فروع مجموعة "علي بابا" في عام 2007. تميز مؤسس "علي بابا" بالعديد من الأشياء الغريبة في حياته الشخصية، فبالرغم من كونه أغني رجل في الصين، إلا أنه لم يعر "الإيتيكيت" بالًا، فقد اشتهر بلباسه الفضي اللامع، والشعر الأشقر المستعار، والغناء أمام الآلاف من موظفيه.