رحلة فى الزمان والمكان عشتها أصدقائى مع عبقرى الموسيقى الرائع موتسارت.. فى مثل عمركم عشق أنغام الموسيقى الساحرة وأخلص لهوايته وساعده والده الموسيقار على تحقيق حلمه، فتعلم واجتهد ولم ييأس وواصل الكفاح ليصبح أحد أعلام بلدته سالزبورج ووطنه النمسا.. حتى إن كل تذكار يقتنيه أى زائر للنمسا يحمل صورته.. فى منزله بمدينة فيينا العاصمة.. عشت مع أيام طفولته الساحرة.. كل ركن يتذكره، هنا كان مهد أنغامه العذبة التى عاشت ولا تزال رغم رحيله منذ مئات السنين، أدواته الموسيقية، الكمان الذى احتضنه وشاركه حلمه ولا يزال يحمل بصمته المتفردة.. نوتات الموسيقى التى دوَن فيها أروع الألحان.. كل شىء يحكى لنا عن هذا العبقرى المتفرد الذى كانت فترة طفولته ثرية بإبداعه الموسيقى والذى صار اليوم مؤثراً فى الأطفال فى مثل عمره، فالكثير من الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة أكدت الصلة بين الموسيقى والرياضيات، التى كان أول من أشار إليها العالم العربى يعقوب الكندى فى كتابه الشهير «الموسيقى» وأثبتت التجارب تأثير موسيقى موتسارت الكلاسيكية على الطلبة، إذ تمنحهم قدرة على الإبداع وحافزاً للتفوق وقدرة على الابتكار فترتفع درجة تحصيلهم.. فالموسيقى لها سحر ووقع فى النفوس تثير الحماس وترتقى بالإحساس.. مع عبقرى الموسيقى الطفل المعجزة موتسارت وأنغامه الرائعة التى لا تزال تمنح الأطفال الأمل فى غد أفضل مشرق بالخير والجمال نعيش اليوم أصدقائى. فى الثالثة من عمره لم يكن يستطيع التعبير عن نفسه بالحروف والكلمات لكنه عبر عنها بالنغمات مع أصدقائه الثلاثة، عصفوره الصغير ستار أهداه تغريدة حب الموسيقى، وكلبه جولى الذى علمه فضيلة الوفاء والإخلاص، والكمان الصغير رفيق حلمه ومهد كل أنغامه.. إنه العبقرى أماديوس موتسارت الذى لامست أصابعه البيانو وهو فى الثالثة من عمره، واستطاع أن يكون علامة فارقة فى تاريخ الموسيقى فى العالم ليتوحد مع الموسيقى والأنغام التى لم تفارقه حتى آخر لحظة فى عمره.. فى السابع والعشرين من شهر يناير عام 1756 م، ولد العبقرى موتسارت بمدينة سالزبورج بالنمسا كان الابن السابع لأسرته التى اشتهرت بحب الموسيقى وبرعت فى العزف على البيانو، كان والده عازفاً ماهراً على آلة الكمان ومؤلفاً موسيقياً سرعان ما اكتشف موهبة ابنه الموسيقية المتفردة وعمره ثلاث سنوات، صافحت أنامل موتسارت أصابع البيانو واستطاع أن يفرق بين مسافات مفاتيحه، وفى الرابعة من عمره استطاع أن يعزف على البيانو ويقرأ النوتة الموسيقية وحاول أن يؤلف لحنه الأول.. وعندما أتم السنة السادسة ألف الموسيقى لأكثر من عشرين أغنية راقصة.. آمن والده بموهبته ورعاها واصطحبه فى عدة رحلات لألمانيا وفرنساولندن وإيطاليا واستقبله محبو الموسيقى أحسن استقبال.. وكما تآلف مع أصابع البيانو، صادقت أنامله أوتار الكمان.. أبهر الطفل المعجزة موتسارت كل من سمعه حتى إن إمبراطور النمسا حضر بنفسه ليستمتع بسماع عزفه الرائع، وكان وعمره سبعة أعوام يقدم حفلاته الموسيقية أمام ملك فرنسا ورجال القصر، وفى ذات الوقت ألف موسيقى أول سوناتا له.. فى عام 1764 عزف موتسارت أمام الملك جورج الثالث فى لندن وتعرف على العبقرى يوهان سباستيان باخ ليجمعهما معاً حب الموسيقى. وفى سن التاسعة كتب أماديوس موتسارت أولى سيمفونياته، وكانت أول أوبرا وهو فى الرابعة عشرة من عمره.. أتقن موتسارت جميع الألوان الموسيقية وبلغ عدد سيمفونياته ستاً وخمسين سيمفونية وخمس عشرة أوبرا والكثير من الأعمال الموسيقية فى فترة قصيرة لم تتجاوز الخمسة والثلاثين عاماً.. من أشهر مؤلفات موتسارت أوبرا الناى السحرى عام 1791، وزواج فيجارو عام 1787 م، ودون جيوفانى. مرض موتسارت ولم تستطع روحه المرهفة تحمل الآلام ليرحل فى عام 1791 وعمره خمسة وثلاثون عاماً.. بعد أن أثرى عالم الموسيقى بروائعه، وتظل أنغام الناى السحرى يتردد صداها تترنم بأنغامه الخالدة على مر الزمان.