طالب المهندس سعد أبوالمعاطى، رئيس شركة أبوقير للأسمدة، الحكومة بالتدخل لحل الأزمة التى تتعرض لها مصانع الأسمدة، مؤكداً أنه إذا لم تتدخل الحكومة بأقصى سرعة ستشهد مصر أزمة طاحنة فى الأسمدة التى تعتبر عاملاً أساسياً فى الزراعة المصرية، وقد يصل الأمر إلى غلق المصانع ويضطر الفلاح لاستيراد السماد من الخارج. وأضاف أن «مشكلات السماد تتمثل فى خفض كميات الغاز الطبيعى المورد للمصانع، وهى أهم المشكلات التى تؤثر على الإنتاج»، مؤكداً أن فترة الصيف شهدت خفضاً كبيراً فى الغاز وتوقفت المصانع عن الإنتاج، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج حيث إنها لا تتماشى مع سعر بيع المنتج، بسبب ارتفاع سعر الغاز من 3 دولارات إلى 4، 5 دولار بنحو 50٪. وتابع أن «الحكومة ترفع سعر الغاز وفى نفس الوقت تمتنع عن تحرير سعر السماد، وهو أمر غير منطقى يعرض المصانع لخسارة كبيرة، وهناك مصانع لم تستطع إجراء الصيانة الدورية وشراء قطع الغيار أو عمل إحلال وتجديد للماكينات، بالإضافة إلى معاناتها من ارتفاع مدخلات الإنتاج وارتفاع سعر التحويل للدولار، حيث إن المصانع تقوم بشراء الغاز بما يعادل قيمة الدولار». وأوضح «أبوالمعاطى» أن «تكلفة إنتاج طن الأسمدة لا تقل عن 1900 جنيه، فى حين يتم بيعه بمبلغ 1450 جنيهاً». ولفت إلى أن «حاجات السوق المصرية للسماد الآزوتى غير مستقرة، حيث إن الجهة المنوط بها تحديد الكمية هى وزارة الزراعة التى ترفض تحديد كميات محددة»، مبيناً أن إنتاج الشركات يتراوح ما بين 17 و20 مليون طن حال توريد الغاز بالكميات اللازمة للمصانع. وشدد على أن «عدم اهتمام الحكومة بمشكلات المصانع سيؤدى إلى انهيارها، ولن يكون هناك بديل غير الاستيراد»، مطالباً الحكومة بعقد اجتماع يحضره رؤساء الشركات والفلاحون ووزارة الزراعة والبترول والصناعة، وذلك لإنقاذ المصانع المتعثرة من التدهور والانهيار، خاصة مصانع (أبوقير والدلتا وكيما والنصر للأسمدة)، لأنها تشكل قلاع صناعة الأسمدة فى مصر»، كما طالب بتحديد سعر الغاز بالجنيه المصرى كسعر ثابت للمصانع التى تعمل فى السوق المحلية. وأشار إلى أن شركة أبوقير قامت بإعداد خطة تتضمن إنشاء مصنع لنترات النشادر أو «سماد النترات» بطاقة 600 طن يومياً بتكلفة 1، 5 مليار جنيه، بالإضافة لعمل إحلال وتجديد للمصانع المتقادمة والتوسع فى إنتاج الأسمدة المخلوطة وإنشاء وحدة مياه لمعالجة مياه الصرف الصناعى وإعادة استخدامها، نظراً لإقبال مصر على أزمة مياه، ولكن ارتفاع سعر الغاز قد يؤدى إلى إلغاء الخطة. من جانب آخر، قال المهندس محسن عبدالحميد ناصر، رئيس شركة الدلتا للأسمدة، إنه تم استدعاؤه من قبل قصر الاتحادية للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، وبحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء، وتم بحث الأزمات التى تمر بها الشركة وكيفية حلها ووضع تصور عام لحل مشكلات جميع شركات الأسمدة، وبصفة خاصة شركة الدلتا، وأضاف «عبدالحميد» أن «لقاء الرئيس كان إيجابياً للغاية». وأكد رئيس الحكومة وضع خطة لحل الأزمة، موضحاً أن «الشركة تقوم بإنتاج 500 ألف طن سنوياً من السماد الآزوتى، جميعها يتم ضخها فى السوق المحلية، بالإضافة لقيام الشركة بوضع خطة لإنشاء وحدة أمونيا لتشغيل وحدة النترات بكامل طاقتها».