تشابه الروح والفكر حتى ظروف المرض والوفاة، ذلك الإطار الدرامي الذي رسم علاقة الفنانتين دلال عبد العزيز ورجاء الجداوي، تركز عليه ابنة الأخيرة في حديثها خلال البث المباشر ل«الوطن» وسط الاستعدادات لتشييع جثمان الفنانة دلال عبد العزيز من مسجد المشير. «حب الخير والواجب» هما شرارة الصداقة بين رجاء الجداوي الجداوي ودلال عبد العزيز وثالثتهما ميرفت أمين، فالمعرفة التي جمعت الصديقات مع الراحل سمير غانم بدأت من السبعينيات، حتى توالت السنوات ووجدن في أنفسهن نقاط الالتقاء التي شكّلت العلاقة التي صارت حديث الوسط الفني لسنوات، عن الثلاثي المتواجد في كل «شِدّة»، وهو ما أكدت أميرة مختار، على ترسخه في عقيدة الثلاثة «بيقولوا الإنسان بيحتاج الناس في الشِدّة أكتر من الفرح»، لذا لم يكن غريبًا أن تقطع إحداهن سفرها من أجل زيارة مريض أو لا تبالي الأخرى بوقوفها لساعات في تصوير من أجل حضور جنازة، وغيرها من مشاهد الإنسانية و«الجدعنة» لكل زميل أو صديق أو قريب منهن «ميتأخروش حتى لو على حساب نفسهم». حكاية الصديقات لم تنته مع الوفاة، بل شكّلت إطارًا آخر تزداد به أواصر إخوتهن، بالنهاية التي تحمل طابعًا دراميا، فمكثت كل من رجاء الجداوي ودلال عبد العزيز نحو 90 يومًا في المستشفى للعلاج من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ومن ثم تداعياته التي أودت بحياة الفنانتيّن، بعد نحو شهر من ذكرى وفاة «الجداوي». وأشارت أميرة مختار، إلى عدم محاولتها التواصل هاتفيًا مع دنيا سمير غانم وشقيقتها إيمي؛ لمعرفتها بظروف اللحظة والشعور العميق بالحزن ومعرفة ما يحتاجونه في هذه اللحظة وعدم تمكّنهما من الرد على أحد.