«الولد الشقي» أو «الولد الدبور»، مصري على أصوله، من مركز المراغة محافظة سوهاج، ولد يوم 8 أغسطس عام 1933، عاش أيام طفولته الأولى في حي السيدة زينب، فقد والده وعمره شهرين لتتولى والدته مهمة تربيته، ليعرف أبو بكر عزت بين أصدقاءه ومعارفه ب«الواد الجدع»، فقد استطاع أن يخطو خطوات ثقيلة في حياته الشخصية والفنية بالاعتماد على نفسه. من صغره لا تفارق الابتسامة وجهه، طوال سنواته الدراسية كان تلميذًا ذكيًا، لازمه التفوق من دخوله مدرسة الحلمية الابتدائية وحتى الخديوية الثانوية، وفي نفس الوقت كان يداوم على المشاركة في فرق التمثيل المدرسي، وبرفقته أصدقاءه من الحي الذي يقطن فيه، المخرج جلال الشرقاوي والممثل والمنتج حسن حامد، وايضًا المخرج جلال يس الذي كان يتولى إخراج المسرحيات في المدرسة، كما شارك في صغره بإحدى الأعمال المسرحية التابعة للمسرح الفرنسي وهي «الفضايح». شريط سينمائي حزين كانت تأخذه قدماه دوما إلى مسرح سينما «إيزيس» والذي كان يوجد وقتها في شارع قدري حي السيدة زينب، وعلى هذا المسرح شاهد على عدة مسرحيات ارتبط بها منها «الدفاع، والعدالة، وأولاد الشوارع، وأولاد الذوات» لعميد المسرح العربي يوسف وهبي، إلى جانب مسرحيات سيدة المسرح العربي فاطمة رشدي، وأفلام حسين صدقي ونجيب الريحاني أنور وجدي ومحسن سرحان، ووقتها ظل يقلدهم ويضحك زملائه بمشاهد يؤديها لهم، ورغم ذلك إلا أنَّ شريط سينمائي حزين ظل بداخله بسبب ظروفه العائلية، حسبما حكى المؤرخ الكبير حسن الإمام عمر في برنامجه «قول يا عم». صعيدي «ابن نكتة» بعد حصوله على البكالوريا، التحق أبو بكر عزت بمعهد المعلمين، اشتهر بين زملائه بكونه «ابن نكتة»، رغم الجانب الصعيدي الموجود بداخله، فقد كان دائمًا يفتخر أنه «صعيدي وابن رجل صعيدي»، وطوال دراسته لم يغفل حبه للتمثيل، وعلى مسرح معهد المعلمين قدم مسرحيات كوميدية، فحينما أنهى دراسته بالمعهد عمل معلمًا بأجر زهيد، لكنه تمرد على الوظيفة وانتسب لكلية الآداب قسم الاجتماع، واستطاع الإنفاق على نفسه من أجره الشهري من التدريس، وفي الكلية شارك فريق الجامعة في المسرحيات، وكان بين زملائه وقتها الضيف أحمد، وجورج سيدهم وسمير غانم، وفاروق فلوكس. «الثلاثي الصامت» خلال عمله ودراسته شارك في عدة مسرحيات، وهو يعمل ويدرس في نفس الوقت، أخرج مسرحيات للمدارس، عقب تخرجه، التحق بمعهد الفنون المسرحية عام 1960، وكان من دفعته في هذا الوقت جلال الشرقاوي، وزين العشماوي وفايز حلاوة، وكوّن معهم فرقة «الثلاثي الصامت»، ووقتها قدموا العديد من العروض الصامتة على مسرح الجامعة بأجر رمزي 3 أو 4 جنيهات، وفجأة غادرها بسبب التحاقه بالجيش، وحينها لقبه أصدقائه «الأومباشي أبو بكر»، ونصحه أستاذه بعد انتهاء تجنيده عبدالحفيظ الطنطاوي بالالتحاق بالمسرح القومي، وقدم مسرحيات للدولة والقطاع الخاص، كما قدم أدوار بديلة، فقدم دور توفيق الدقن في مسرحية «المغناطيس»، ودور فؤاد المهندس في «مراتي بنت جن». خلال دراسته وعمله، قدم أدوارًا بديلة لفترة استمرت لمدة 8 سنوات، لكن وقتها أيضًا استطع تثبيت قدمه في عدة أدوار عرف بها، فقدم مثلًا: «الواد محروس، والزوج العاشق»، حتى استطاع بعدها اقتناص الفرصة والانطلاق وإثبات موهبته للجميع وينجح فيها، وكان دور «حسين كرشة» في «زقاق المدق»، و«كمال» في «قصر الشوق» بداية انطلاقه ولفت الإنظار على المسرح خاصة بتقديمه الكوميديا الخفيفة على المسرح. ومع فرقة مسرح التليفزيون عام 1962، جاءته الفرصة لإثبات الموهبة الحقيقية ويقدم مسرحية «شيء في صدري»، وبعدها مسرحية «حادث قطار»، ثم مسرحية عبدالرحمن الشرقاوي «الأرض» التي أخرجها سعد أرش وقدم فيها شخصية المدرس الإلزامي، ثم انضم لمجوعة النجوم الشباب الجدد سعيد صالح والزعيم، ويكون واحد من القليلين الذي استطاعوا الوصول لأداور البطولة في فترة قصيرة. الشرير الظريف قدم أبو بكر عزت العديد من المسلسلات والأفلام التليفزيونية الناجحة، وكانت البداية مع المخرج نور الدمرداش بمسلسل «ليلة الفرح» إلى جانب البرامج التليفزيونية منها «مجلة الفكاهة»، وكان يدقق في اختيار الأدوار، فلم يكن هدفه الانتشار والظهور و«الشو» بل جودة العمل وقيمته أمام جمهوره وأهل بيته. استطاع تقديم دور الشرير لكن بشكل كوميدي، وبدأ ذلك بحلقات مسلسل «بصمات فوق الماء»، ونجح رغم خوفه من التجربة وقتها، وقدم الشرير الظريف في السينما ب«13 كذبة وكذبة»، وقدم أمام فاتن حمامة العديد من المسلسلات منها «أريد أن أخدع»، كما قدم للمسرح 35 مسرحية مع كبار النجوم. قدم أرقي أنواع الكوميديا، وهي كوميديا الموقف والتي لا تعتمد على النكتة واللفظ، وكان ممثل له بصمات خاصة ومميزة بعيدًا عن الشكل والصوت، وأطلق رواد المسرح عليه لقب «فتى أول الكوميديا، وسنة 1995 خطفته السينما، وقدم فيلم «أنا بريئة» للمخرج حسام الدين مصطفى مع رشدي أباظة وأحمد مظهر وإمام، ومن أشهر أدواره في السينما فيلم «النضارة السوداء» مع نادية لطفي، وقدم العديد من الأفلام التي عنها جوائز، وكان آخر أفلامه، فيلم «يمين طلاق» سنة 2001 للمخرج علي عبدالخالق، وشارك البطولة فيه فيفي عبده وتيسير فهمي، ليرحل عن عاملنا عن عالمنا في 27 فبراير عام 2006.