قال الدكتور علي جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، إن "الدواعش" ليسوا ظاهرة مفاجئة فأوصافهم مذكورة في التراث الإسلامي على لسان الإمام علي بن أبي طالب؛ فقد ذكر نعيم بن حماد في كتابه الماتع الفتن عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الْأَرْضَ فَلَا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ، وَلَا أَرْجُلَكُمْ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لَا يُؤْبَهُ لَهُمْ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ، لَا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلَا مِيثَاقٍ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يُؤْتِي اللهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ". واضاف جمعة، في بيان: "وصفهم سيدنا علي وهو رابع الخلفاء الراشدين وباب مدينة العلم النبوي؛ فقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي الطبقات لمحمد بن سعد من رواية سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن يعني علي بن أبي طالب، فوصفهم بدقة (قُلُوبُهُمْ قاسية كقطع الحديد، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَة) يسمون أنفسهم بالدولة الإسلامية ولم يسبقهم بذلك أحد من الخوارج، (أسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى) فتجد أسماءهم أبو بكر وأبو ياسين والبغدادي والبصري والليبي والمصري". وتابع، أن المشكلة في فرقة "الدواعش" أنهم لم يفهموا الإسلام بل فهموا صورة مشوهة عن دين الله، وذلك لأنهم لم يتعلموا على يد المشايخ والعلماء، بل جمعوا دينهم من معلومات متفرقة من كتب مختلفة بعضها معتمد لم يفهموه فهمًا صحيحًا وبعضها الآخر غير معتمد من العلماء، فأصبح عندهم معلومات وليس علمًا، ثم شكّلوها وفق أهوائهم فقتلوا الناس يمينا ويسارًا باسم الدين وهو منهم براء.