قال الشيخ عبدالحليم محمد، إمام مسجد ذو الجلال والإكرام بحى المناخ، ببورسعيد، إن خطبة الجمعة ستناقش اليوم ما نشرته وسائل الإعلام المختلفة، مؤخرًا من إساءات وانتهاكات بدُور الأيتام، الأمر الذي يعد مستنكرًا، ويستوجب وقفة جادة حيال هؤلاء الذين تجردوا من كل المشاعر الإنسانية، والقيم الدينية، والمعانى الأخلاقية، محذرًا من أن يتيم اليوم الذي يتم الاعتداء عليه وقهره، هو شاب الغد الذى سيسخط على المجتمع وينقم عليه، وعلى الدولة مسئولية كبرى فى معاقبة هؤلاء المعتدين، حتى ينشأ الأطفال نشأة تربوية سليمة. وأضاف "محمد"، عهدنا بالإسلام دائمًا أنه يقف مع الضعيف، وينصر المظلوم، ويحفظ الحقوق لأصحابها، فتشريعات الإسلام تتسم بالإنصاف والرحمة، وقد كانت هذه التشريعات بمثابة طوق النجاة لليتيم، الذي طالما عانى الاضطهاد والإيذاء في الجاهلية، مشيرًا إلى أن الأوصياء في الجاهلية، كانوا يأكلون أموال اليتامى، ويستبدلون الخبيث من أموالهم بالطيب، من أموال اليتامى، فأنزل الله تعالى محذرًا: "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا". سورة النساء، آية رقم "10". وأوضح "محمد" أن الله تعالى جعل تربية اليتامى، وحسن معاملتهم، من صميم الدين، ومن ثمّ تكون الإساءة إليهم، والقهر لهم بمثابة الخروج عن الدين، قال تعالى :" أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ"، سورة الماعون، الآيات 1، و2، و3. كما أوصى الله نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يحسن إلى اليتيم وألا يقهره قائلا : " فأما اليتيم فلا تقهر".