سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ملحمة الثأر ل«شهداء الفرافرة»: 17 ساعة من القتال بمشاركة وزير الداخلية الإرهابيون ارتكبوا 11 جريمة بينها تفجير مديرية أمن القاهرة واغتيال ضابطى شرطة وجيش
كشفت مصادر أمنية ل«الوطن» عن كواليس العملية الأمنية الكبرى فى جبل الجلالة بصحراء السويس للثأر من منفذى الهجوم على حادث كمين الفرافرة فى 17 يوليو الماضى، الذى أسفر عن استشهاد 22 ضابطاً ومجنداً، وتمكنت الأجهزة الأمنية من تصفية 7 متهمين خلال اشتباكات استمرت نحو 17 ساعة، شارك فيها نحو 130 ضابطاً ومجنداً و9 مدرعات، ومجموعة دعم بال«آر بى جى»، وعناصر قناصة، انتهت بالثأر من منفذى الهجوم على الكمين دون إصابات أو خسائر بين قوات الشرطة، فيما شارك وزير الداخلية فى العمليات الأربعاء الماضى، وأمر القوات بتكثيف التعامل وإمطار المغارة التى يتحصن بها المتهمون بالأعيرة النارية. وقالت المصادر إن وزير الداخلية كان قد شكل فريق بحث بعد مجزرة الفرافرة مباشرة بقيادة اللواء سيد شفيق، مساعد الوزير للأمن العام، واللواء خالد ثروت، مساعد الوزير للأمن الوطنى، واللواء مدحت المنشاوى، مساعد الوزير للعمليات الخاصة، وبالفعل تسلم الفريق الأمنى مهام ملاحقة المتهمين، وكانت أولى النتائج التى توصل إليها الفريق هى تورط الإرهابى هشام العشماوى فى العملية، وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة، إضافة إلى 12 تكفيرياً ينتمون لجماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية. وأضافت المصادر أن المعلومات أكدت نجاح المتهمين فى الهروب إلى صحراء المنيا، فجرى شن حملات موسعة على المناطق الجبلية لم تسفر عن القبض عليهم، عدا حملة واحدة وصلت إلى موقع اختباء المتهمين بعد أن غادروه بساعة ونصف الساعة، وتبين أن 4 من منفذى الهجوم كانوا يختبئون فى المكان، فجرى تكثيف التحريات حتى تلقت أجهزة الأمن مطلع شهر أغسطس الماضى معلومة مهمة تؤكد استعداد نفس المتهمين لتنفيذ عملية إرهابية كبرى فى الساحل الشمالى فجرى إعداد 6 أكمنة على مداخل ومخارج المنطقة، وبالفعل تحرك المتهمون نحو منطقة مارينا بنفس السيارة التى استخدموها فى الهجوم على كمين الفرافرة، وتمكنوا من العبور من كمينين وجرى اكتشافهم فى الثالث، فتحركت القوات على الفور لملاحقتهم فأطلقوا الرصاص بغزارة على قوة حاولت محاصرتهم من الخلف، ما أسفر عن استشهاد المقدم طارق محمد سامح مباشر و5 مجندين. وتابعت المصادر أن التحريات عقب تلك الواقعة، وبعد مضاهاة فوارغ الطلقات والتأكد أنها لنفس الأعيرة المستخدمة فى الهجوم على كمين الفرافرة، قطعت بأن منفذى الهجوم هم أحمد محمد السيد عبدالعزيز السجينى، واسمه الحركى «مُصعب»، وأحمد محمد عبدالغنى محمود، واسمه الحركى «أنيس» وأحمد عبدالتواب رمضان جاد الرب، وأحمد حمدى محمود سالم، وعلى رشاد محمد مسعود، وأحمد محمد سلمى، واسمه الحركى «أبومحمد». وكشفت تحريات الأمن الوطنى أنهم وراء ارتكاب 11 جريمة إرهابية، من بينها اغتيال النقيب أشرف القزاز، من قوة الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واغتيال عقيد قوات مسلحة بالمعاش، محمد أحمد عبدالسلام محمد، فى 30 مارس الماضى أثناء توقفه لتعطل سيارته فى منطقة جمعية السلام فى الإسماعيلية، إضافة إلى الاشتراك مع عناصر إرهابية سبق ضبطها فى تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة فى 24 يناير الماضى بواسطة سيارة مفخخة، والاشتراك مع عناصر إرهابية سبق ضبطها فى تفجير مديرية أمن الدقهلية فى 24 ديسمبر الماضى بواسطة سيارة مفخخة، الذى نتج عنه استشهاد 12، وإصابة 104 من الأهالى وقوات الأمن، والاشتراك فى الاعتداء المسلح على كمينى جامعة المنصورة، والجرايدة، فى محافظة كفر الشيخ، خلال شهرى أغسطس وأكتوبر الماضيين، ما أسفر عن استشهاد 3 من أفراد الشرطة، والاشتراك فى واقعة سرقة محل مصوغات «إسكندر» فى مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، فى ديسمبر الماضى، ومقتل مالكه واغتيال عضو مجلس الشعب السابق عبدالحميد سلمى فى شمال سيناء، وسرقة السيارتين المضبوطتين بالإكراه من مالكيهما بمديريتى أمن الجيزةوالقاهرة. وكشفت المصادر أن الأجهزة الأمنية نجحت فى القبض على 73 مشتبهاً بهم بعضهم على علاقة بالمتهمين خلال نحو 27 حملة أمنية مكبرة بقيادة اللواء سيد شفيق، مساعد الوزير للأمن العام، واللواء مدحت المنشاوى، مساعد الوزير للعمليات الخاصة، لضبط الجناة، منها 3 حملات موسعة فى مناطق صحراوية بالسويس جرى شنها بداية من أواخر أغسطس الماضى بعد التأكد من هروب المتهمين واختبائهم فى تلك المنطقة. وقالت المصادر إن الأجهزة الأمنية تلقت معلومات الأحد الماضى تفيد باختباء المتهمين فى مغارة جبلية فى جبل الجلالة، فجرى نشر أكمنة بالتنسيق مع القوات المسلحة، وانتقل اللواء سيد شفق لقيادة القوات وبدأت الاشتباكات عصراً. وأضافت المصادر أن المتهمين كان بحوزتهم سلاح جرينوف وحاولوا إسقاط طائرة القوات المسلحة التى كانت توفر غطاء جوياً لقوات العمليات الخاصة التى قادها اللواء مدحت المنشاوى، واستمرت الاشتباكات حتى حل الظلام، وكانت هناك خطورة من بقاء القوات، خوفاً من استهدافها ليلاً، فجرى إبلاغ اللواء محمد إبراهيم فى التاسعة والنصف من مساء الأربعاء، فطالب القوات بالبقاء، وأبلغهم أنه سينتقل إليهم فى موقع العمليات بنفسه، وبالفعل وصل وزير الداخلية إلى الموقع قبل حلول الساعة 11 وأمر القوات بتكثيف التعامل.