إطلالته على النيل لم تفِده بشىء، يعيش الرعب يومياً هو وغيره من سكان المنطقة، فما إن يشاهد الشماريخ تنطلق فى السماء، حتى يوقن أن ثمة تهديداً إرهابياً من قِبل الإخوان، يتعرض له وسكان أبراج أغاخان فى شبرا، يظل ساعات تحت هذا التهديد، قبل أن يتبين له السر فى إطلاق الشماريخ نحو شرفته، ويكتشف أنها مجرد احتفالات رواد قاعات الأفراح فى برجه السكنى، التى تعمل رغم قرار الإغلاق، ما اعتبره إرهاباً لا يختلف أو يقل عن إرهاب الإخوان. «اللى بيحصل فينا حرام» لخص بها عادل ميخائيل (62 عاماً)، أحد سكان أبراج أغاخان وضع شقته التى تحولت إلى قلعة، فمنظر النيل الخلاب استبدله ب«شيشان مصفحة» بعد أن تعرضت أسرته ليلة العيد إلى حريق نتيجة شظية من المفرقعات فى أحد الأفراح «زى كل عيد قعدنا فى البلكونة، وفجأة لقينا النار مسكت فى التندة القماش وولعتها وكانت هتكمل على ستائر الشقة لكن لحقناها». «لقد تم إغلاق القاعات المُبلغ عنها لثبات عدم ترخيصها منذ شهر أبريل الماضى»، الرد الذى تلقته «الوطن» عندما استعلم «محيى الدين الغمرى»، أحد سكان أبراج كورنيش النيل عن مصير شكواه المقدمة لأرقام شكاوى الحكومة بمجلس الوزراء، التى أكدت أن القاعات أغلقت منذ 5 أشهر فى الوقت الذى يسمع فيه «الغمرى» زغاريد وطلقات الأعيرة النارية بأذنيه ترحيباً بعروس جديدة «الشكاوى قالت إن رئيس الحى أبلغهم بالإغلاق لكنها قرارات ورقية أما الفعل والإيقاف مش بيحصل».