وصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو فجر الاثنين إلى طهران على أمل تحقيق تعاون أكبر حول الملف النووي، وذلك قبل لقاء مرتقب الأربعاء في بغداد بين وفد إيراني والقوى العظمى، حسبما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس. وكان مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية على أصغر سلطانية في استقبال امانو في مطار طهران. وهذه هي الزيارة الأولى لامانو إلى إيران منذ توليه منصبه في أواخر عام 2009. وكان امانو صرح قبل مغادرته فيينا متوجهًا إلى طهران "أتوجه إلى طهران بروح إيجابية، لأننا حققنا تقدما جيدا مع إيران، وأعتقد أنه الوقت المناسب لقيام حوار مباشر مع رسميين إيرانيين"، وتابع امانو "لا يوجد أي شيء أكيد إلا أنني أتوجه إلى طهران وكلي أمل بالتوصل إلى اتفاق". وكان وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أعلن من جهته أن الزيارة "تبشر خيرا"، معبرا عن أمله في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق تعاون يتيح "الرد على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإزالة الالتباس" حول البرنامج النووي الإيراني. ويرافق امانو في زيارته هذه رئيس مفتشي الوكالة البلجيكي هرمان ناكايرتس والرجل الثاني في الوكالة الأرجنتيني رافاييل ماريانو غروسي. ومن المقرر أن يلتقي امانو وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ورئيس المفاوضين حول الملف النووي سعيد جيلالي ورئيس البرنامج النووي الإيراني فيرايدون عباسي دواني. وفي الوقت الذي تؤكد فيه طهران أن برنامجها النووي سلمي بحت، إلا أن الوكالة الدولية التي تراقب غالبية المنشات النووية الإيراينة في إطار معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية كانت أشارت إلى "بعد عسكري ممكن" للبرنامج النووي الإيراني. وغالبا ما تنتقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية النقص في التعاون من جانب إيران في الرد على أسئلتها، ما حمل إيران على اتهام الوكالة بالخضوع للدول الغربية التي تستند إلى تقاريرها بشكل كبير للتنديد بالبرنامج النووي الإيراني. واتهمت طهران امانوا مرارا ب"الانحياز" وبانه "ليس محترفا". واتخذ قرار الزيارة التي تستمر يوما إلى إيران إثر محادثات "إيجابية" في فيينا الأسبوع الماضي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أعاد إطلاق الحوار المتوقف منذ مهمتين لخبراء من الوكالة لم تحققا نجاحا في مطلع العام في طهران. وتأتي الزيارة أيضا قبل 48 ساعة على بدء مباحثات حاسمة في بغداد بين القوى العظمى وإيران حول برنامجها النووي المثير للجدل. وسيشكل التوصل إلى اتفاق بين إيران والوكالة حول قواعد جديد للتعاون تعطي مزيدًا من الشفافية حول البرنامج النووي الإيراني، إشارة إيجابية قبل اجتماع بغداد. وطالبت الدول العظمى داخل مجموعة 5+1 (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) إيران بالقيام بمبادرات ملموسة تثبت نيتها التوصل إلى حل بالتفاوض للأزمة التي يسببها برنامجها النووي. ويشتبه قسم من الأسرة الدولية وفي مقدمتهم الدول الغربية في أن طهران تسعى لحيازة السلاح النووي، وذلك رغم نفيها المتكرر. وصدرت ستة قرارات من مجلس الأمن تندد بالبرنامج النووي الإيراني أربعة منها مرفقة بعقوبات قامت الدول الغربية بتشديدها من جانب واحد. وكانت إسرائيل والولاياتالمتحدة ألمحتا إلى احتمال شن ضربات عسكرية ضد مواقع نووية إيرانية في حل فشل الجهود الدبلوماسية. ودعا قادة مجموعة الدول الثماني طهران، السبت، إلى "استغلال الفرصة" في بغداد من خلال إعلان "إجراءات ملموسة" تعيد الثقة الدولية في أن برنامجها (النووي) سلمي تماما.