تحولت مدينة البياضية جنوبالأقصر إلى ثكنة عسكرية عقب أحداث العنف والاشتباكات العنيفة التى شهدها مسجد العتيق بالمدينة أثناء صلاة الجمعة بين عائلتى «الخولة» و«الشيبانية» وأسفرت عن مصرع شاب وإصابة 5 آخرين واستقرت 14 سيارة شرطة فى محيط العائلتين وكذلك سلاسل بشرية من مجندى الأمن المركزى. ولا يزال الهلع يسيطر على الأهالى رغم كثافة الوجود الأمنى منعاً لتجدد الاشتباكات بين العائلتين والقبض على أشرف محمد بغدادى 35 سنة (عاطل) من عائلة الشيبانية والمتهم الرئيسى فى حادث إطلاق النار على المصلين بعد أن هرب إلى أسيوط عقب إصابته بطلق نارى فى الأحداث وتم القبض عليه أثناء علاجه بأسيوط وتم التحفظ عليه وسط إجراءات أمنية مشددة بمستشفى أسيوط الجامعى. وخلت شوارع المدينة من المواطنين التى تقع على بعد كيلو متر واحد عن مركز شرطة الأقصر ورصدت«الوطن» نحو 14 سيارة شرطة ومصفحة والمئات من جنود الأمن المركزى والعشرات من قيادات الشرطة مرابطين فى المنطقة التى شهدت الأحداث خشية تجدد أعمال العنف قبل ساعات قليلة من تشييع القتيل أمس. وأكد محمد مصطفى، مسئول إدارة البياضية التعليمية، ل« الوطن»، أن 560 طالباً وتلميذاً تغيبوا عن الدراسة أمس السبت خشية تجدد أعمال العنف، ففى مدرسة البياضية التجارية تغيب 290 طالباً وطالبة، وغاب فى مدرسة عمار بن ياسر الابتدائية 104 تلاميذ، وتغيب 80 طالباً فى مدرسة عمار بن ياسر الإعدادية، و61 تلميذاً فى مدرسة البياضية المشتركة الابتدائية، وفى مدرسة النصر الإعدادية قدرت نسبة الغياب ب28 طالباً. وألقت أجهزة الأمن القبض على أشرف محمد بغدادى 35 سنة عاطل من عائلة الشيبانية والمتهم الرئيسى فى حادث إطلاق النار على المصلين داخل المسجد العتيق. وكشفت تحريات المباحث الجنائية أن المتهم هرب إلى أسيوط عقب إصابته بطلق نارى فى الأحداث وتم القبض عليه أثناء علاجه بأسيوط وتم التحفظ عليه وسط إجراءات أمنية مشددة بمستشفى أسيوط الجامعى. وتواصل قوات من الشرطة، يشرف عليها اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن الأقصر ويقودها اللواءان مصطفى بكر نائب المدير ورفعت خضر مدير المباحث، تأمين المدينة ومنع أى اشتباكات جديدة. وتحول مستشفى الأقصر الدولى إلى مأتم كبير وسط حالة من الحزن الشديد الذى خيم على أهالى البياضية الذين تجمعوا فى ساحة المستشفى لتشييع جنازة القتيل الشاب عبدالله عبدالجليل 25 عاماً «عامل» الذى تبين من التحريات أنه من عائلة «الحواكم» التى لم تكن طرفاً فى الخلاف بين العائلتين طرفى الخلاف وأنه أصيب بطلق نارى أثناء الاشتباكات. وترجع الخلافات بين العائلتين المرتبطتين بصلات نسب ومصاهرة لأكثر من 7 أعوام بسبب الخلاف المتكرر بين شباب العائلتين، إلا أن الخلافات تجددت بعد الثورة وفى فترة الانتخابات واندلعت الكثير من الاشتباكات أسفرت عن إصابة العشرات كان آخرها الخلاف الذى نشب نهاية الأسبوع الماضى بين شابين فى إحدى الصالات الخاصة بالألعاب الرياضية وتطور إلى اشتباكات عنيفة داخل المسجد أثناء صلاة الجمعة. وأكد مصدر أمنى ل« الوطن» أن جنازة القتيل عبدالله عبدالجليل 25 سنة «ستشيع اليوم الأحد وسط حراسة مشددة بعد نقل الجثمان من مشرحة المستشفى الدولى بالأقصر لمدافن المدينة بحضور القيادات الأمنية وعدد من أهالى القتيل فقط».