جاء إعلان حزب الوسط الأخير بالانسحاب من تحالف الإخوان الإرهابى ومن قبله مجموعات الجهاد المتطرفة واتجاه الجماعة الإسلامية وحزب الوطن السلفى المتطرف للانسحاب وتشكيل تحالف إجرامى جديد ليطرح السؤال عن مستقبل ما يُسمى «تحالف دعم الشرعية» الإرهابى، حيث يواجه انشقاقات واسعة قد تؤدى إلى تفكيكه فى القريب العاجل. وقال إسلاميون إن «تحالف دعم الشرعية»، التابع للإخوان، يتفكك بأمر من التنظيم الدولى، ليحل محله ما يسمى«المجلس الثورى» التابع للتنظيم. وقال أحمد بديع، المتحدث باسم حزب الوطن: «الإخوان يسعون لسد الأفق فى العمل السياسى، ما يجعلنا فى الحزب نفكر فى الانسحاب والتفكير فى أساليب أخرى لمواجهة النظام وكل الاقتراحات ما زالت تحت الدراسة». وأكد محمد أبوسمرة، الأمين العام للحزب الإسلامى، أن خروج القوى الإسلامية من تحالف الإخوان يعود لسياستها فى التعامل مع قوى التحالف، مضيفاً ل«الوطن»: «فشل الإخوان فى إدارة الحراك السياسى دفع الشباب للعنف، والتعامل خارج دائرة القانون». وقال وليد البرش، القيادى بجبهة إصلاح الجماعة الإسلامية: «الأيام المقبلة ستشهد انتهاء تحالف دعم المعزول، بعد الفشل الذريع الذى لاحقهم منذ أن لفظهم الشعب وثار عليهم فى 30 يونيو، لهذا قرر التنظيم الدولى إلغاء التحالف وتدشين مجلس ثورى للخيانة، تحت رعاية المخابرات التركية». وأضاف: «باقى الانسحابات فى الطريق، حين تأتى تعليمات التنظيم الدولى، فقد جاءت التعليمات أولاً للوسط، وستأتى تباعاً لباقى أطراف التحالف، لأنهم ألعوبة فى يد الإخوان. إن الانسحاب غطاء لفشل تحالف المعزول فى تحقيق أى من أهدافه وانصراف الشعب والحركات الشبابية عنه، فالوسط والبناء والتنمية وغيرهما من الأحزاب التى وفر الإخوان لقادتها ملاذات آمنة فى تركيا وقطر هى مجرد دُمى فى يد التنظيم الدولى». وقال أحمد بان، الباحث فى الشأن الإسلامى، إن تحالف الإخوان كان مظلة يراهن عليها التنظيم، لكن التحالف استنفد كل الطاقات ولم يحرك المشهد حسبما يرغب التنظيم، وهيمن الإخوان على مقدرات التحالف بشكل دفع القوى المشاركة إلى الانسحاب، والإخوان أدركوا ذلك فاستعدوا بتدشين المجلس الثورى، وبعد أن فشلوا فى إدارة المعركة بالداخل، بدأوا الاعتماد على تدويل القضية بالخارج. من جانبها، قالت مصادر داخل تحالف الإخوان إن التحالف فى طريقه للحل، وإن المجلس الثورى المصرى سينشئ كياناً سياسياً جديداً على غرار التحالف لمواجهة النظام الحاكم فى مصر، ويتابع التظاهرات ويدير المشهد داخل مصر. وأضافت المصادر أن المجلس الثورى سيتولى التنسيق بين القوى السياسية والأحزاب التى تعارض النظام الحالى سواء كانت تيارات إسلامية أو يسارية أو ليبرالية، وتقريب وجهات النظر بين الجميع. وعلى الرغم من انسحاب حزب الوسط من التحالف، فإن الدكتور محمد محسوب، وزير الشئون القانونية الأسبق، القيادى فى الحزب، وحاتم عزام عضو الهيئة العليا للحزب، أعلنا رفضهما لقرار الحزب، والاستمرار فى تحالف الإخوان خارج مصر. وقال محمد محسوب، عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «أنا وحاتم عزام ما زلنا أعضاء فى التحالف ونحترم قرار الوسط إلا أننا لا نتفق معه ونتحفظ عليه، وانسحاب حزب الوسط لا يعنى رفضه لمفهوم عودة الشرعية ولكنه ما زال متمسكاً به، ولنا تحفظات على المجلس الثورى المصرى ولكننا نثمن الخطوة وإن كانت غير كافية».