يجيب د. شريف على عبدالعال، استشارى طب الأطفال كلية الطب جامعة القاهرة، أمين عام مساعد الجمعية المصرية لطب الأطفال، رئيس تحرير المجلة العلمية لطب الأطفال: تكثر الأمراض والمشكلات الصحية التى يتعرض لها الأطفال فى مختلف فصول السنة أهمها التهابات اللوزتين. يتخذ قرار إجراء عملية استئصال اللوزتين على أساس تكرار الالتهابات فيهما خلال السنة، ونلجأ إليه إذا كان الضرر الناتج عن التهابهما أكبر من الفائدة المترتبة على وجودهما؛ إذ إنهما أول خط دفاع فى الجسم، فباستئصالهما قد تقل مناعة الجسم نوعاً ما، ولكن نكون باستئصالهما قد تخلصنا من بؤرة صديدية تبث سمومها فى جميع أنحاء الجسم، فالمسألة توازن بين الفوائد والمضار، ولذا فإن الأمر يختلف من شخص إلى آخر وحسب تكرار الالتهاب فى السنة. فلو كان التهابهما يتكرر أكثر من أربع مرات سنوياً مصحوباً بالتهاب فى المفاصل فلا مفر من استئصالهما، لأنه قد يؤدى التهاب اللوزتين المتكرر إلى التهاب روماتيزمى فى القلب، خاصة عند الأطفال، «بعد سن الرابعة والعشرين يندر ذلك» وأما إذا كان الأمر لا يتعدى مرة أو مرتين سنوياً فالأفضل الإبقاء عليهما لما لهما من فوائد. فى هذه الحالات تجرى الفحوص اللازمة وعلى أساسها يقرر الطبيب ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء العملية. كما أن شكل اللوزتين لدى فحصهما ووجود تجاويف كبيرة فيهما وحجمهما الكبير الذى يسبب ضيقاً فى النفس، كلها أمور قد تشير إلى ضرورة إجراء العملية. كون التهابات اللوزتين تترافق مع اللحمية لدى الأطفال فى سن مبكرة، تحصل مشكلات مهمة خصوصاً أن للحمية أضراراً كبرى؛ فهى تسبب التهابات فى الأذن وتأخراً فى النمو إلى جانب الالتهابات المتكررة فى اللوزتين والحاجة إلى تناول الأدوية، إضافةً إلى تأثيرها بسبب الشخير وتشوّه شكل الفم. ولا بد من التنويه بأن زيادة الوزن التى قد تحدث بعد استئصال اللوزتين سببها أن المريض الذى يعانى من هذا الالتهاب المتكرر لديه صعوبة فى البلع أغلب الأوقات تقل أو تتلاشى شهيته للطعام من كثرة الالتهاب بالحلق، فيُعرض عن الطعام، وبزوال هذا المانع بعد استئصال اللوزتين ترجع الأمور إلى مجراها الطبيعى وتحدث زيادة الوزن.
