سنوات كثيرة عاشها بطرس صابر عيسى، الشاب الصعيدى المسيحى، لا يخشى سوى أن تُرقده الفتنة الطائفية على ظهره، وتشيعه إلى مثواه الأخير، لم يعلم الشاب الصعيدى أنه سينتهى شهيداً، كما لم يعلم أن أهالى قريته فى سوهاج سيعتبرون إطلاق اسمه على مدرسة قريته «فتنة طائفية»، ليضحَى الشاب شهيداً مرتين، مرة على يد إرهابيين فى كمين الفرافرة الأخير، وثانية على يد أهالى قريته ممن حاربوا إحياءَ ذكراه ولو على لافتة مدرسة لمجرد أنه مسيحى. ل«بطرس» قصة لا تختلف عن باقى الشهداء، حيث قرر محافظ سوهاج إطلاق اسمه على مدرسة قريته «الشيخ يوسف»، لتقوم الدنيا: «تشيلوا اسم الشيخ يوسف وتحطوا واحد مسيحى»، بوادر فتنة طائفية تلوح فى الأفق دفعت المحافظ إلى التراجع عن القرار ورفع لافتة الشهيد من على المدرسة، السبب نفسه دفع عماد صبرى صديق الشهيد إلى إطلاق صفحة «إحنا آسفين يا بطرس» ليمنح صديقه التكريم الذى استكثرته عليه الحكومة وأهالى القرية المتعطشة لدماء الفتنة. أما سالى وجدى فتوجهت بحديثها للشهيد قائلة: «معلش يا بطرس.. إنت فى مكان أحسن، والمدرسة هى اللى كانت هتتشرف باسمك لأن دمك فدانا كلنا يا شهيد».