سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. ماجد عبدالنصير: الصداع يصيب السيدات أكثر من الرجال أمين عام جمعية «الأمراض العصبية»: الصداع ليس مرضاً بل عَرَض لارتفاع أو انخفاض ضغط الدم أو مشاكل بالعين أو الأذن أو الأسنان
الصداع أصبح من الأمراض المنتشرة والشائعة جداً ليس فى مصر فحسب بل أصبح من أكثر الأمراض شيوعاً على مستوى العالم، حتى إنه بات يُطلق عليه «مرض العصر»، وتزداد نسبة الإصابة بالصداع بكافة أنواعه، فطبقاً لأحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية «WHO»، هناك أكثر من 10% من الأشخاص فى العالم يعانون من الصداع، وهو أكثر شيوعاً فى النساء عن الرجال، وذلك بمعدل 3 مرات، وفى هذا الحوار يرصد الأستاذ الدكتور ماجد عبدالنصير، أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية طب جامعة قصر العينى، أمين عام الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، ماهية الصداع، خاصة الصداع النصفى وأسبابه وأنواعه وعلاماته التحذيرية وطرق الوقاية منه. ■ ما تعريف الصداع؟ وهل يُعد مرضاً خطيراً أم مجرد عَرَض؟ - الصداع هو ألم فى الرأس أو الرقبة أو الفروة، وهو أكثر عَرَض شائع وموجود، وهو ليس مرضاً، أى أنه دائماَ ما يكون عَرَضاً دالاً على وجود مرض ما، فهو أحد الأعراض الناتجة عن مسببات أخرى، والصداع يعنى الإحساس بالألم فى الرأس، هذا الألم قد يأتى نتيجة للعديد من الاضطرابات التى تصيب الجسم أو ربما هو اضطراب بحد ذاته، يصيب الصداع أى جزء من أجزاء الرأس ويمكن أن يصل إلى الرقبة، ويتفاوت الصداع فى شدته، حيث يمكن أن يحدث يومياً أو أحياناً ويدوم من بضع دقائق إلى عدة ساعات ولا يتجاوز الصداع بكل أنواعه 72 ساعة أى 3 أيام. ■ وما الأعراض المصاحبة للصداع؟ - الشعور بوجود ألم فى العنق أو الرأس فى مناطق غير محددة، أو الشعور بوجود شد فى العضلات فى الجزء الخلفى من العنق. ■ ما الأمراض التى يمكن أن يكون الصداع عرضاً لها؟ - يمكن أن يكون الصداع مؤشراً على الإصابة بأمراض كثيرة، مثل ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، وجود مشاكل فى العيون، مشاكل فى الجيوب الأنفية أو الأسنان أو الأذن. ■ وماذا عن الأنيميا هل يمكن أن تكون مسببة للصداع؟ - نعم، فالأشخاص الذين يعانون من الأنيميا يشعرون بصداع، لأن الأنيميا تحرم المخ من نسبة الأكسجين التى تصل له وبالتالى تسبب صداعاً. ■ وهل الإفراط فى تناول مادة الكافيين يساهم فى حدة الصداع؟ - الإفراط فى تناول المشروبات والمأكولات التى تحتوى على نسب عالية من الكافيين يزيد من حدة الصداع، خاصة القهوة والقهوة التركى والنسكافيه والكابتشينو لأنها مشروبات تحتوى على نسب عالية من الكافيين كما أن الإسراف فى تناولها ثم التوقف يسبب صداعاً شديداً مثلما يعانى الكثيرون أثناء الصيام فى شهر رمضان، ولذلك أنصح ألا يجرى تناول أكثر من كوبين فى اليوم من تلك المشروبات. ■ لكن دائماً ما تؤكد الأبحاث فوائد القهوة فى علاج الصداع؟ - نعم، تناول القهوة بشكل معقول ومحدود مفيد جداً بل إن بعض الأدوية المسكنة لعلاج الصداع تحتوى على الكافيين، كى تسكن الصداع، وأحياناً ما نصف للمرضى تناول فنجان من القهوة مع تناول الدواء لتقليل حدة الصداع. ■ ما الفرق بين الصداع العادى والصداع النصفى؟ - الصداع العادى يعطى شعوراً وكأن هناك ضغطاً ما من الخارج على الرأس أو كأن شيئاً ما يجعل العينين وكأنهما تخرجان خارج الرأس، أما الصداع النصفى فهو عبارة عن متلازمة أعراض تسبب ألماً حاداً فى أحد شقى الرأس. ويعطى الصداع النصفى شعوراً للمريض وكأن هناك دقاً على الرأس بشكل شديد، والصداع النصفى هو نوع خاص جداً من الصداع وله خصائص معينة لتشخيصه. ■ ما أسباب الصداع النصفى؟ - الصداع النصفى له أسباب كثيرة، لكن كلها نظريات واجتهادات لتفسير الصداع ولا تعد حقائق علمية مؤكدة توضح العوامل المسببة للصداع، فهناك رؤى تؤيد تأثير العامل الوراثى فى حدوث الصداع النصفى، وأظهرت بعض الدراسات أيضاً أن الأشخاص المثاليين الذين يسعون دائماً للكمال فى حياتهم هم هى أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفى عن غيرهم. ■ هل توجد عوامل أخرى مسببة للمرض؟ - نعم، توجد عوامل أخرى قد تساهم فى احتمالية الإصابة بالصداع النصفى، وهى مثلاً الطقس الحار الشديد، الضوء الباهر، الصوت العالى والضوضاء الشديدة، كلها عوامل مساعدة يُطلق عليها عوامل مرسبة أى أنها ليست السبب الرئيسى ولكنها قد تساعد فى حدوث الصداع. ■ وماذا عن النظام الغذائى، هل يلعب دوراً؟ - نعم، هناك أطعمة قد تزيد من حدة الصداع النصفى مثل الجبن الرومى والشوكولاته والمعلبات والأطعمة المحفوظة. ■ ما أنواع الصداع النصفى؟ - هناك نوعان من الصداع النصفى، الكلاسيكى «الشقيقة الكلاسيكية»، وهو الصداع الأكثر شهرة ويطلق عليه الآن فى التقسيمة الجديدة الصداع النصفى مع مقدمات، وهو صداع له علامات تحذيرية بمثابة تنبيه للمريض بأن نوبة الصداع النصفى فى الطريق، وتسمى ب«الهالة»، وقد تكون هذه الهالة التى تسبق حدوث الصداع النصفى عبارة عن «فلاش» من النور فى العينين وزغللة ووجود ما يشبه «الزجزاج» أثناء الرؤية، وغالباً ما يصاحب الصداع النصفى شعور المريض بالغثيان والميل للقىء، بالإضافة لعدم تحمل المريض الإضاءة الباهرة أو الأصوات الصاخبة، لذا عادة ما يلجأ المريض لمكان مظلم هادئ ليستريح أثناء نوبة الصداع. أما النوع الآخر من الصداع فهو الصداع النصفى دون مقدمات «الشقيقة الشائعة»، وهو النوع من الصداع الذى يحدث فجأة دون إنذار ولكن ألمه يكون مبرحاً للغاية. ■ ما أكثر الأعراض شيوعاً للصداع النصفى؟ - ليس كل الأشخاص يعانون من أعراض تحذيرية للصداع، فهناك أعراض عامة شائعة، مثل الشعور بالألم النابض، وغالباً فقط على جانب واحد من رأسك، ازدياد حدة الصداع مع أداء أى من الأنشطة اليومية أو منع الصداع الإنسان من أن يكون نشطاً، الشعور بالغثيان أو التقيؤ، زيادة الحساسية للضوء والضوضاء. ■ ما مدى شيوع الصداع النصفى؟ - الصداع النصفى من الأمراض الشائعة جداً، وتقدر منظمة الصحة العالمية أن شخصاً من بين 7 أشخاص بالغين فى العالم يعانون منه، وهو منتشر على مستوى العالم، ويُعد أكثر شيوعاً فى النساء عن الرجال، حيث إنه يصيب السيدات بمعدل 3 مرات عن الرجال ويرجع ذلك إلى عوامل هرمونية. ■ ما أكثر الفئات العمرية إصابة بالصداع النصفى؟ - عادة ما يبدأ الصداع النصفى فى سن البلوغ، وهو أكثر شيوعاً فى الفئة العمرية التى تتراوح من 35 و45 عاماً، ولكنه قد يصيب من هم أصغر سناً بكثير بمن فيهم الأطفال.