سادت حالة من الهدوء الحذر فى مدينة «فيرجسون» بولاية «ميزورى» الأمريكية، أمس، بعد أن خفضت الشرطة الأمريكية من كثافة انتشارها فى «فيرجسون» للسماح ببعض التظاهرات السلمية، فى أول تراجع من قبل الشرطة بعد 10 أيام من التوترات والاحتجاجات العنيفة على خلفية مقتل الشاب الأسود من أصول أفريقية مايكل براون، على يد شرطى أبيض. وقالت صحيفة «يو.إس.إيه توداى» الأمريكية، إنه على الرغم من أن مظاهرات صباح أمس ومساء أمس الأول كانت سلمية، فإن بعض التوتر شابها فى نهايتها، بسبب احتشاد قوات الأمن أمام المتظاهرين واعتقال عدد منهم. ووصل وزير العدل الأمريكى إيريك هولدر إلى «فيرجسون»، أمس، فى إطار التحقيقات حول انتهاك الحقوق المدنية فى قضية مقتل «براون»، متعهداً بأن يكون التحقيق فى هذه القضية «كاملاً ونزيهاً ومستقلاً»، لافتاً إلى أنه رغم ذلك سيستغرق التحقيق وقتاً. وبدأت، أمس، هيئة المحلفين بالمحكمة الأمريكية الاستماع إلى شهود قضية مقتل «براون»، وسط دعوات لتقديم الشرطى الأبيض دارين ويلسون إلى المحاكمة بتهمة قتل «براون»، فيما قال رون جونسون، قائد شرطة المرور فى ولاية «ميزورى»، إن السماح للمئات بالتجمع والتظاهر جاء انطلاقاً من الرغبة فى أن يعبر الأشخاص الطيبون عن آرائهم، مديناً فى الوقت ذاته ما سماه ب«العناصر المجرمة» التى رفضت تلبية مطالب الشرطة بالتفرق خلال الاشتباكات التى وقعت بين الجانبين على مدار الأيام العشرة الماضية. وعاد الهدوء نسبياً إلى «فيرجسون» ليلة أمس الأول، بعد أن دعا المسئولون إلى الهدوء وإعطاء المجال للتحقيقات فى قضية «براون»، فيما أشار «جونسون» إلى أن الخطورة الحقيقية فى الاشتباكات تكمن فى الليل، حيث إن بعض مثيرى الاضطرابات يختفون وسط الحشود لإثارة الفوضى، مضيفاً: «عناصرنا تعرضوا لإطلاق نار كثيف ولم يفتحوا النار أو يستخدموا الغاز المسيل للدموع إلا عند الضرورة»، مشيراً إلى أن بعض المتظاهرين جاءوا من أماكن أخرى مثل «نيويورك» و«كاليفورنيا». وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن المدارس الأمريكية فى «ميزورى» تأثرت بالأحداث، حيث قررت تأجيل بداية العام الدراسى الجديد، فيما تأثرت الشركات والأعمال فى «ميزورى»، بسبب الأحداث التى اشتعلت على مدار الأيام الماضية والاضطرابات التى تسببت فى تحطم واجهات المحال والشركات. وفى السياق ذاته، أعلن قائد شرطة «سانت لويس» سام دوتسون، أن الشرطة الأمريكية قتلت رجلاً مسلحاً بسكين فى «سانت لويس» بولاية «ميزورى»، بعد أن تلقوا اتصالاً بخصوص رجل مضطرب ومسلح بسكين وكان يصرخ: «اقتلونى الآن» بينما كان يقترب من دورية للشرطة. وعلى الفور بعد مقتله، تجمع عدد من الأشخاص حول مكان الحدث الذى فرضت الشرطة حوله سياجاً أمنياً، مرددين هتافات يرددها متظاهرو «فيرجسون»: «الأيادى فى الهواء.. لا تطلقوا النار»، فى إشارة إلى مقتل «براون» الذى أكد شهود عيان أن الشرطى الأمريكى قتل «براون» على الرغم من أنه كان أعزل وكان يرفع يديه حين طلب الشرطى منه ذلك. وأعلنت الشرطة الأمريكية، أمس، اعتقال 47 شخصاً مساء أمس الأول فى «فيرجسون»، بعد أن رشقوا قوات الشرطة بزجاجات المياه والبول، ما دعا قوات الأمن إلى التدخل واعتقال عدد منهم.